سنة كاملة قضيتها فى هذا المكان راقداً فى عنبر كالخرابة فى مستشفى من عشرات العنابر مبعثرة فى الصحراء كعلب الصفيح بين مرضى يسعلون ويلهثون كأنهم فى عالم بلا هواء ، كل شيء هنا منظم حتى سعال يعاودنى كل ليلة مع الفجر فيضبط المرضى عليه ساعاتهم ، فإذا انقطع يوماً أقبلوا علىّ بوجوه مصفرة ورفعوا عن رأسى الغطاء هامسين : وله .. وله يا عوف مال حسك مش باين ليه أنت ميت ، فأسعل فى حدة لأؤكد لهم أنى ما زلت حياً وبصحة جيدة سنة بطولها .