يعدّ إيريش فروم من أبرز المحلّلين النفسيين المجدّدين، وصاحب الثورة الثالثة في علم النفس بمدرسته المعروفة بــ"التحليل النفسي الإنساني"، وقد كان عالماً نفسياً إجتماعياً شديد الإهتمام بمجتمعات عصره وتصورها.
كما ويُعرف عنه أنه كاتب جذَّاب ومثير للإهتمام، ومن أهم كتبه التي صدرت ترجمتها إلى العربية عن دار الحوار بإتفاق خاص مع أصحاب الحقوق: اللغة المنسية، ما وراء الأوهام، أزمة التحليل النفسي، جوهر الإنسان، فن الوجود، وهذا الكتاب: التحليل النفسي والدين.
يتميز هذا الكتاب بأهميته في بسط المفهومات الضرورية لفهم الظاهرة الدينية، كمفهوم "الحاجة إلى إطار للتوجّه والإخلاص"، وضرورة التفريق بين الفكر الديني والخبرة الإنسانية التي خلفه، وجوانب الخبرة الدينية وأنماطها، والمبدأ التسلّطي، والمبدأ الإنساني في الدين، والنزاع بينهما، وبيان أن المقاربة التحليلية النفسية للدين تهدف إلى فهم الواقع خلف الأنظمة الفكرية، وأن الإعتقاد المعلّن لا يعبّر عن الإعتقاد الحقيقي للمرء، وأنه لا فكرة أقوى من منشئها الإنفعالي.