يقول الكاتب إن الثورة الفرنسية منذ حينها، تقع في قلب تاريخ العالم المعاصر نفسه في ملتقى التيارات الاجتماعية والسياسية المختلفة التي تقاسمت الأمم وما تزال تتقاسمها، فهي ابنة الحماسة تلهب الرجال بذكرى صراعاتها في سبيل الحرية والاستقلال، كما تلهبهم بحلمها عن الحرية الأخوية أو تثير حقدهم، فهي تحصر هجمات الامتياز والتقليد، أو تسمر العقل بجهدها العظيم في سبيل تنظيم المجتمع على أسس عقلية.
فالثورة مع كونها موضوع إعجاب دائماً، وموضوع خوف دائماً تستمر حية أبداً في وجدان الرجال. من هذا المطلق جاءت فكرة هذا الكتاب الذي ضم دراسة تناول الكاتب من خلالها تاريخ الثورة الفرنسية استهللها بتمهيد كان بمثابة كشف عن حال المجمع الفرنسي قبل الثورة حيث تحدث في فصول هذا التمهيد الثلاث في أزمة المجتمع والمؤسسات ثم عن مقدمة الثورة البرجوازية وتمرد الأرستقراطية لينتقل ومن خلال أقسام الكتاب الثلاث للحديث عن الأمة والملك والقانون حيث تناول في هذا القسم موضوع الثورة البورجوازية والحركة الشعبية (1789-1792) وذلك من خلال فصول خمسة دارت حول الثورة البورجوازية وسقوط النظام القديم (1789)، الجمعية التي سببه وفشل الحل الوسط (1790) البورجوازية التأسيسية وإعادة بناء فرنسا، الجمعية التأسيسية وهرب الملك (1791)، الجمعية التشريعية، الحرب وسقوط العرش، أو القسم الثاني من الكتاب فقد خصصه للحديث عن استبداد الحركة الثوروية والحركة الشعبية وجاء ذلك ضمن فصول خمسة تناول فيها مفاصل عدة في تلك الثورة وهي: نهاية الجمعية التشريعية، الانطلاقة الثوروية والدفاع القومي، المؤتمر الوطني الجيروندي، إفلاس البورجوازية الليبرالية، الحركة الشعبية ودكتاتورية السلامة العامة، انتصار الحكومة الثورية وسقوطها، المؤتمر الوطني الترميدوري، الردة البورجوازية ونهاية الحركة الشعبية... منتقلاً بعد ذلك إلى القسم الثالث الذي جاء في عنوان بلاد حكمها الملاكون، جمهورية بورجوازية وتضامن اجتماعي تناول في فصول الثلاث الحديث حول نهاية المؤتمر الوطني الترميدوري، حكومة الإدارة الأولى، فشل الاستقرار الليبرالي، الإدارة الثانية، نهاية الجمهورية البورجوازية منهياً الكتاب بخاتمة دارت حول الثورة وفرنسا المعاصرة والإرث الثوري.