إن العلماء اليوم يؤكدون لنا أن النباتات أيضاً تشعر بالحيوانات... وأن الأجهزة الالكترونية قد سجلت لغة للنباتات تعلن عن قدوم العصافير أو الفراشات، كما تؤكد هذه الأجهزة بأن النباتات إذا قطفنا منها زهرة أو قطعنا منها غصناً فإنها تبكي دون أن تنزف... فما هي هذه اللغة التي يتفاهم بها الكون كله... ما هي هذه الموجات ما هذه الأصوات ما هذه الإشارات التي تملأ الدنيا حولنا ولها معنى واحد، أن هناك عقلاً وحكمة تستوعب الدنيا وتمسكها... إن العقل الإنساني لغز كبير... وأننا نحاول أن نفهمه... ولكن الوسيلة التي نحاول بها أن ندرك معنى العقل وقواه الخفية، هذه الوسيلة ضعيفة فنحن الوسيلة... فنحن نبحث عن شيء في داخلنا لا نراه ولا تعرف كيف تستخرجه لنراه أو نسمعه أو نشمه وأنيس منصور من خلال كتاباته التي يضمها هذا الكتاب يدق بقوة على العقل الإنساني متسائلاً بكل ذلك وأكثر من ذلك... غائصاً باحثاً عن "القوى الخفية" في أغوار النفس البشرية... يصطحبك في رحلة كلها تأمل... وصفاء ونقاء وطهر وتجرد في عالم الماديات إلى عالم أبدعه صانعه في الكون الفسيح وفي داخل النفس... لتجد فيه المتعة الذهنية والراحة النفسية.. يقدم فيها عصارة عقله وخلاصة فكره إلى قارئه من خلال قراءته وتجاربه... حتى إذا أتى القارئ على نهاية هذه الرحلة ارتسمت أمام عينيه آيات الله سبحانه وتعالى... "وفي الأرض آيات للموقنين" "وفي أنفسكم أفلا تبصرون"