باختصار نحن أمام "عالم سفلي" جديد وضخم، تشكل بصورة أكثر عمقا وشمولا منذ بداية تطبيق سياسة "الانفتاح الاقتصادي" في مصر عام 1974، وإن أخذ طابعه المؤسسي Institutional منذ أن تولى الرئيس حسني مبارك مقاليد الحكم في البلاد نهاية عام 1981، حينما تحلقت جماعات رجال المال والأعمال حول مائدته الأسرية؛ لتخلق بذلك أسوأ شبكة سرية للفساد والإفساد؛ حيث اختلط المال الحرام بالسلطة وقراراتها، ولم يكتف بذلك، بل وإنه وعبر سياسات معينة وقرارات جمهورية، استهدف إفساد أفراد وجماعات ومؤسسات ليتحول الأمر رويدا رويدا وعاما بعد آخر وخلال ربع قرن كامل، إلى إفساد المجتمع بأكمله
كيف جرى ذلك؟
هذا ما نحاول الخوض فيه في هذا الكتاب، علّنا نتمكن قريبا من استكماله بأعمال أخرى، إذا ما امتد بنا العمر لنقدمه كوثيقة علمية أمام محكمة التاريخ، التي لا أشك لحظة في أنها لا ترحم