ملحمة مشوقة تحكي قصة 65 مليون عام من التطور
في هذا الكتاب، يقدم باكستر Baxter واحدًا من أهم المواضيع التي ينبغي أن يسعى الجميع لفهمها واستيعابها، ألا وهو أصل الإنسان. فقد نجح باكستر في تقديم قصة التطور البشري في صياغة روائية رائعة ومشوقة، بعكس أغلب الكتب العلمية التقليدية التي تتناول الموضوع بأسلوب جاف، أكاديمي، غير جذاب. لقد استخدم باكستر أسلوبه الرشيق وكلماته المنمقة في تعقب ماضينا كثدييات، حيث بدأ بواحد من صغار الرئيسيات (وهي إحدى رتب الثدييات وتشمل القرود والسعادين، بالإضافة للإنسان)، أطلق عليه باكستر اسم برجا Purga والذي عاش في عصر الديناصورات. ويتتبع باكستر مسار حياته حتى وقتنا الحاضر، كما يرسم صورة لمستقبله المتوقع كذلك.
إن كل فصل من فصول هذا الكتاب هو قصة حياة أحد (أو بعض) الحيوانات، والاتجاه الذي سار فيه تطوره وكيفية تفاعله مع البيئة المحيطة به بما فيها من كائنات أخرى. والقصص كلها رائعة بحق، بل إن شئت فقل إنها بمثابة لمحات خاطفة من ماضينا كثدييات، والأسلوب الذي تطورنا به وتشكلنا حتى وصلنا إلى ما نحن عليه الآن من خلال عملية الانتخاب الطبيعي المستمرة. وتدور أحداث القصص في الفترة التي أعقبت أحداث الانقراض الكبرى لبعض الأنواع والتي تسببت فيها كارثة طبيعية (هي على الأرجح اصطدام أحد المذنبات بكوكب الأرض) وذلك منذ نحو ٦٥ مليون عام مضت. وكل فصل يقدم قصة تطور حيوان ما أو مجموعة من الحيوانات خلال تلك الفترة وصولا إلى الهيئة البشرية الحالية.