الواقع أن ريو كان ينصت إلى صيحات الفرح تتصاعد من المدينة ، فيذكر أن ذلك الفرح ما زال مهدداً لأنه كان يعرف ما تجهله تلك الجموع المبتهجة ، وما يمكن قراءاته في الكتب من أن جرثومة الطاعون لا تموت ولا تختفى أبداً وأنها قد تظل عشرات السنين نائمة في الأثاث والفرش ، وأن تنتظر – في صبر وأناه – في الغرف والأقبية والحقائب والمناديل والأوراق القديمة ، وأنه ربما يأتى يوم يوقظ فيه الطاعون فئرانه ويبعث بها إلى الناس من أجل شقائهم وتعليمهم ، لكى يختطفهم الموت من بين أحضان دنياهم السعيدة .