يقف هذا الكتاب من الناحية الفكرية موقفًا علميًا وفلسفيًا ختصًا يتمثل في افتراض أن اللعب هو أساس الحضارة وأنه الأقدم عهدًا والأعمق أصلاً من الحضارة ذاتها، على امتداد فصول الكتاب أعمل المؤلف عديدًا من مناهج وأدوات البحث والتحليل تتراوح بين التحليل الأنثروبولوجي والتحليل الاجتماعي والثقافي والتاريخي موظفًا هذه المناهج والأدوات في تحليل الموضوع.
كما أكد الباحث منذ بداية الكتاب إىل نهايته أن عامل اللعب كان حاضرًا وفعالاً على الدوام خلال مسيرة الحضارة والثقافة، وأنه علة ظهور الكثير من الأشكال والقوالب الرئيسية في الحياة الاجتماعية إذ أن روح التنافس الكامنة في اللعب كحافز اجتماعي هي أقدم من الحضارة والثاقافة معًا.
ويرى المؤلف أن الحضارة لم تخرج من رحم اللعب كما يخرج الطفل من رحم أمه، بل إن الحضارة برزت أثناء اللعب وباللعب ولا تزال، ويذهب المؤلف إلى أن الطقوس الشعائرية الدينية التي قد شبت في أحضان اللعب الديني وأن الشعر والموسيقى والحكمة والفلسفة والعلوم جاءت وليدة المنافسات والألعاب الدينية القديمة.