سيوران رسول العدم , غنوصي ذو صفاء , متصوف دنيوي , عدمي , اللاشيء عنده هو كلّ شيء . يرى أن الإنسان الخاوي هو حكيم الأزمنة الحديثة . حطم المعنّى من اجل خوض تجربة اللامعنّى . إنّه رجلُ ضدّ الفلاسفة . رجلُ فضل الشذرات على الكتابات الخطابية المتماسكة . فالكتابة عنده لا تأتي عبر منظومة فكرية بل ضمن انقطاعية الكتابة المقطعية استجابة لتشظي الكائن .
الشّاعر عند سيوران هو وحشٌ يبحث عن خلاصه في الكلمات ( أو على حد تعبير قبّاني : و خلاصنا في الرسم بالكلمات ) , هو ذاك الرّجل الّذي يملأ خواء الكون برمز الخواء تحديداً أي الكلمة . أمّا الموسيقى عنده فهي ليست من جوهر إنساني لأنّها لا تبعث أبداً على تصور الجحيم . إنّها الفنّ الوحيد الّذي يضفي معنّى على كلمة المطلق . إنّها المطلق معيشاً لكن عبر وهم كبير , لأنّه يتلاشى مع عودة الصّمت . الشّعر و الموسيقى عند سيوران غيبوبتان متساميتان .
عن سؤال : كيف تتحمل الحياة؟ أجاب سيوران بضرورة الكذب من أجل الوجود . و الفنّ كذب , الشّعر كذب , الموسيقى كذب . يكتب سيوران ليتفادى نوبة , يكتب لأنّ في التعبير راحة , يكتب رغم أن الكتابة انتحارٌ مؤجل .
موضوعات سيوران الأثيرة تدور حول : الشّرّ , الخلاص , العدم , اللامعنّى , التاريخ , الانحطاط , الخواء , الخيبة …