قصة الاقتصاد المصري
في استطراد تاريخي يتناول الكتاب مرحلة مهمة من تاريخ مصر الاقتصادي، منذ عهد محمد علي بداية القرن التاسع عشر، ومرورًا بأبنائه، ثم ممارسات الاحتلال الإنجليزي، ثم مرحلة الثورة عبر عهد عبد الناصر والسادات، وانتهاء بعهد مبارك.
الكتاب يقع في مائة وسبعة وستين صفحة من القطع المتوسط، عبر ثلاثة عشر فصلًا مقسمة تاريخيًا وفق ولاية الحكام. إلا أن منظور محاولة مصر تحقيق الاستقلال الاقتصادي هي الفكرة الرئيسة في الكتاب، حيث بدأت من عهد محمد علي، ولكن كانت هذه المحاولات تواجه بمشكلات التمويل، ومحاولات السيطرة الخارجية.
غير أن المؤلف يركز على أن الإرادات كانت مختلفة من حاكم إلى آخر في الاستجابة للضغوط الخارجية أو إشكالية التعايش مع هذه السيطرة، سواء عبر قبولها أو السعي إليها، إلا أن من قبلوا هذه السيطرة وحاولوا التخلص منها كانت حياتهم أو سلطتهم هي الثمن المقابل لذلك.
المزيد →خرافة التقدم والتخلف: العرب والحضارة الغربية
الكتاب الجديد للمفكر الإقتصادي الكبير الدكتور جلال أمين يثير شكوكا كثيرة في صحة الاعتقاد بفكرة التقدم والتخلف، وفيما إذا كان من الجائز وصف دول أو أمم بأنها متقدمة، وأخري بأنها متخلفة أو متأخرة.
فكرة التقدم والتخلف ليست موغلة في القدم، ولا هي بديهية. والتقدم والتخلف لا يقاسان بالنمو الاقتصادي وحده. ومن السخف اعتبار بعض الأمم أكثر تقدما في مضمار «التنمية الإنسانية» من غيرها. واتهام العرب بأنهم «متخلفون» في هذا المضمار اتهام مرفوض. وليس من السهل اعتبار بعض الأمم أكثر تمتعا «بالحرية» من غيرها. والديمقراطية ليست، كما يشاع، في عصر ازدهار، ولا حتي في الدول المسماة «بالديمقراطية». وما يعتبر من «حقوق الإنسان» يختلف من ثقافة إلي أخري.
و «ثورة المعلومات» قد تجلب من الأضرار ما لا يقل عن منافعها. أما وصف بعض الدول والأمم «بالإرهاب» فهو اختراع حديث يراد به السيطرة علي موارد ومقدرات هذه الدول والأمم. الكاتبان الشهيران ألدوس هكسلي وجورج أورويل كانا إذن علي صواب عندما تصوّرا مستقبل الحضارة الغربية «تقدما إلي الخلف». ومن ثم فالإصلاح المنشود ليس بالضرورة أن تفعل مثلما فعل الآخرون. «فالحداثة» شيء و«الإصلاح» شئ آخر. كتاب هام يطرح نظرة مختلفة.
كتب لها تاريخ
يحتوي هذا الكتاب على تحليل وتقييم لعدد من الكتب التي نالت واستحقت شهرة واسعة وثناء عظيماً، للطيب صالح وبهاء طاهر وسلوى بكر وعلاء الأسواني ورشدي سعيد وغيرهم، وكتب أخرى نالت في راي مؤلف هذا الكتاب، أكثر بكثير مما تستحق من الشهرة والثناء.
يعرض المؤلف رأيه في هذه الكتب، ويقدم حيثياته وأسبابه، فيأخذ القارئ في رحلة مثيرة تطوف به في عوالم مختلفة، في الأدب والسيرة الذاتية، والسياسة والاقتصاد، وعلم الاجتماع وعلم النفس، والتربية وفلسفة العلوم.
ولكل كتاب من الكتب التي يناقشها المؤلف قضية مهمة، ترجع إما إلى أهمية الموضوع الذي يتناوله الكتاب، أول إلى أهمية الظروف التي كُتب فيها، أو إلى الضجة التي أحدثها، أو الاستقبال الحار الذي استقبل به، أو الدور الذي لعبه كاتبه في حياتنا الثقافية، إيجاباً أحياناً، وسلباً في بعض الأحيان القليلة، ومن ثم فإنها كلها "كتب لها تاريخ".
المزيد →ماذا علمتني الحياة؟
يحول امين سيرته الذاتية الى اداة سبر للمجتمع الذي نشأ فيه بفكر عميق و قلم شديد السلاسة-..فأذا به يقارن بين ظروف نشاته و ظروف نشأة والده و من ثم اولاده و احفاده ، الى ظواهرها و اصولها العامة فيربط الخاص بالعام و يتحول الفرد الى مرآة عاكسة لمجتمعه..و يتحول كتاب السيرة الذاتية الى كتاب يتناول حياة اجيال بكاملها
يتناول الكتاب بعض التفاصيل الشخصية و لكن بهذا الربط الحيوي و الذكي مع الاسباب العامة فعندما يتحدث عن اخوته الثمانية و الاختلاف في شخصية كل منهم رغم نشوئهم في بيئة واحدة يكاد يرسم “بورتريه” لكل منهم بطريقة شديدة الذكاء و الصراحة ايضا..و يتناول طبعا تحوله الفكري العميق و الهادئ من القومية في بواكير شبابه الى الاشتراكية الى المادية الوضعية الى ان وصل الى مرحلته الاخيرة في نظرته الايجابية و المتعاطفة مع الدين عموما و الاسلام خصوصا ، و هي نظرة اخرجته من صف اليساريين و لكن لم تضعه بالضبط في خانة “الاسلاميين” و ان كان واضح التعاطف معهم
في الكتاب مواقف كثيرة يقدمها الكاتب بهذه الطريقة العبقرية التي تجعل القارئ يستعيد حياته الخاصة و يحاول ربطها بالاطار العام الذي يعيش فيه
من اجمل ما كتبه المؤلف و هو يحكي عن الجيل الرابع من اسرته”اولاد الاحفاد”: اتساءل ماذا سيكون شعور ابي لو علم ان واحدا من احفاده سيكسب رزقه من الغناء بالانكليزية اغاني تروج لصابون امريكي مشهور في واحدة من القنوات العربية؟!
المزيد →