فيلسوف وشاعر ألماني. كان من أبرز الممهّدين لعلم النفس وكان عالم لغويات متميزاً. كتب نصوصاً وكتباً نقدية حول المبادئ الأخلاقية والنفعية والفلسفة المعاصرة المادية منها والمثالية الألمانية. وكتب عن الرومانسية الألمانية والحداثة أيضاً. عموماً بلغة ألمانية بارعة. يُعدّ من بين الفلاسفة الأكثر شيوعاً وتداولاً بين القراء.
كثيراً ما تُفهم أعماله خطأً على أنها حامل أساسي لأفكار الرومانسية الفلسفية والعدمية ومعاداة السامية وحتى النازية، لكنه يرفض هذه المقولات بشدة ويقول بأنه ضد هذه الاتجاهات كلها. يُعدّ نيتشه إلهام للمدارس الوجودية وما بعد الحداثة في مجال الفلسفة والأدب في أغلب الأحيان. روج لأفكار توهم كثيرون أنها مع التيار اللاعقلاني والعدمية، استخدمت بعض آرائه فيما بعد من قبل أيديولوجيي الفاشية، وتبنَّت النازية أفكاره. رفض نيتشه الأفلاطونية والمسيحية الميتافيزيقيا بشكل عام ودعا إلى تبني قيم جديدة بعيداً عن الكانتية والهيغيلية والفكر الديني والنهلستية.
سعى نيتشه إلى تبيان أخطار القيم السائدة عبر الكشف عن آليات عملها عبر التاريخ، كالأخلاق السائدة، والضمير. يعد نيتشه أول من درس الأخلاق دراسة تاريخية مفصلة. قدم نيتشه تصوراً مهماً عن تشكل الوعي والضمير، فضلاً عن إشكالية الموت. كان نيتشه رافضاً للتمييز العنصري ومعاداة السامية والأديان ولاسيما المسيحية لكنه رفض أيضاً المساواة بشكلها الاشتراكي أو الليبرالي بصورة عامة.
أصل الأخلاق وفصلها
يحتوى كتاب "أصل الأخلاق وفصلها" على باقة من المقالات التى بث فيها "فريدريك نيتشة" زبدة أفكاره فى موضوع الأخلاق ، وقيمها ، وأصلها..
ويجيب "نيتشة" عن كم من الأسئلة التى تدور فى ذهنه حول الأخلاق ، والخير والشر ، مثل: لماذا عمد الإنسان إلى اختراع مقياسى الخير والشر بغية استعمالهما فى حياته؟ وما هى قيمة هذين المقياسين بحد ذاتهما؟ هل أديا حتى الآن إلى عرقلة تطور البشرية أم إلى تعزيز تطورها؟ هل هما عارض من عوارض البؤس والفقر الروحى والانحطاط؟ أم أنهما ينمان بالعكس عن الغبطة والقوة والغرم على العيش والشجاعة والثقة بالمستقبل وبالحياة؟
غسق الأوثان: أو كيف نتعاطى الفلسفة قرعاً بالمطرقة
هذا الكتاب "غسق الأوثان أو كيف نتعاطى الفلسفة قرعاً بالمطرقة" يبحث في فلسفة فريدريش نيتشه عبر تحليل ما كتبه عام 1888 حيث وضع نيتشه مفهومه للقيم الإنسانية فقال: "إن فائضاً من القوة هو وحده المؤشر على القوة، قلب الكل القيم، نقطة استفهام على غاية من القنامة" فيعتبر أن كل واقعة تحدث للإنسان هي حدث سعيد "الحرب على وجه الخصوص (...) إذ بالإصابة أيضاً تكمن المعافاة، ويشتهد هنا بمقولة رائعة للشاعر الروماني فوريوس أنتياس "الجرح يحفز ويستنهض الشجاعة" وسيلة ينتشه هي "استنطاق الأوثان... فهناك أوثان أكثر من الأشياء الواقعية في العالم تلك هي "عين السوء" التي أنظر بها إلى هذا العالم وتلك إذن السوء، التي أصغي بها إليه... أن نطرح أسئلة قرعاً بالمطرقة وأن يكون كل ما نتلقاه كإجابة عن سؤالنا". يعتبر نيتشه كتابه هذا فاصلة كسل مؤقتة لعالم نفساني، ولعله أيضاً حرب جديدة إعلان حرب كبرى، أما عن استنطاق الأوثان، فإن الأمر عنده لا يتعلق بأوثان معاصرة، بل بأوثان أبدية يتم تحريكها هنا بالمطرقة فماذا يعني نيتشه بهذه المقولة؟ عندما نقلب صفحات الكتاب نجد معظمه نقد موجهاً للحكماء والفلاسفة الكبار في كل عصر، ينتقد نيتشه موقفهم السلبي في الحياة، فالإنسان برأيه موضوع نزاع وليس حكماً، ويعد الإيمان "بالعقل بأي ثمن مغالطة للذات من قبل الفلاسفة والأخلاقيين، وأن الأخلاق الإصلاحية بما في ذلك المسيحية كانت حالات سوء فهم، "النور الساطع والعقل بأي ثمن والحياة دون غرائز حالة مرضية"، فهو ينتقد ضرورة مكافحة الغرائز. تأتي أهمية هذا الكتاب كونه يحاكي به نيتشه كل فلاسفة عصره وما قبلهم ويعطي رأيه في فلسفتهم ويقدم رؤية فلسفية شاملة في مفهومه للقيم الإنسانية اللاأخلاقية، القيمة الطبيعية للأنانية، نقد المسيحية، نقد أخلاق الانحطاط، مفهومه للحرية، نقده للحداثة، للمحافظين، مفهومه للعبقرية، للمجرمين، للجمال، الخ
المزيد →ما وراء الخير والشر: تباشير فلسفة للمستقبل
"هذا الكتاب في جوهره، نقد للحداثة لا تستثني منه لا العلوم الحديثة ولا الفنون الحديثة. وهو إلى ذلك يضع الإصبع على طراز معاكس قليل الحداثة، طراز نبيل يقول: نعم والكتاب بهذا المعنى الأخير مدرسة لابن الحسب والنسب، بالمفهوم الأكثر روحية والأكثر جذرية الذي أعطى لهذا اللفظ حتى الآن. فعلى المرء أن يتحلى برباطه الجأش كي يتمكن من مجرد احتماله، وعليه أن لا يكون قد تعلم الخوف قط... إن الأشياء التي يفخر بها هذا العصر جميعها تحس بمثابة النقيض من هذا الطراز، وبمثابة قلة تهذيب تقريباً. ومثالها: الموضوعية الشهيرة، والعطف على كل ما يتألم، والحس التاريخي بانصياعه لذوق الغير وانبطاحه أمام الوقائع العلمية الصغيرة"
المزيد →إنسان مفرط في إنسانيته | (جزئين)
يقول نيتشه في مقدمة كتابه في معارضته للتشاؤم الرومانسي، أي لتشاؤم المحيطين والناقصين والمهزومين: "تعتبر إرادة المأساة والتشاؤم علام على الصرامة وقوة الذكاء (قوة الذوق والإحساس والوعي). حيث تكون هذه الإرادة في قلبنا فإننا لا نعود نخشى الأشياء المرعبة في هذا الوجود، بل إننا نسعى إليها. وراء تلك الإرادة نجد الشجاعة والأنفة، والرغبة في أن يكون لنا عدد كبير ذلك هو منذ البداية منظوري المتشائم. وهو منظور جديد على ما يبدو لي؟ ولا يزال اليوم منظوراً جديداً وغريباً، وما زالت متعلقاً به حتى الآن سواء حين يكون لصالحي أو حين يقف ضدي أحياناً...".
هكذا شرع نيتشه في ممارسة ذلك الكلام في كتابه هذا الكلام الذي لا يتقنه إلا الصمدتون والمعانون أشد المعاناة...يتكلم عن اشياء لا يهمه أي شيء فيها، متصنعاً عثوره فيها على منفعة ما، آنذاك تعلم فن إظهار نفسه مرحاً، موضوعياً، فضولياً، وبالخصوص متمتعاً بصحة جيدة وفظاً، وذلك ما يبدو له أنه هو "الذوق السليم" لدى المريض.
المزيد →هكذا تكلم زرادشت
رواية فلسفية للفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه، تتألف من أربعة أجزاء صدرت بين 1883 و1885. تتكون من سلسلة من المقالات والخطب تسلط الضوء على تأملات زرادشت، وهي شخصية مستوحاة من مؤسس الديانة الزرادشتية.
صاغ نيتشه أفكاره الفلسفية في قالب ملحمي وبلغة شعرية، وقدم في كتابه مقاربة للفضائل الإنسانية كما يراها إلا أنه أخذ عليه تمجيده للقوة حيث يعد نيتشه من أوائل من صاغوا نظرية الرجل الخارق. ظهرت في هذا الكتاب أول إشارة للنظرية النيتشية التكرار الأبدي.
المزيد →جينيالوجيا الأخلاق
ما معنى المثل الزهدي؟ نجده لدى الفنانين لا يعني شيئاً، أو أشياء كثيرة جداً، لدى الفلاسفة والعلماء يعني ما يشبه الذكاء والموهبة في إدراك الشروط الملائمة لروحانية عالية، لدى النساء يعني على أكثر تقدير سحرًا، إغراء إضافياً، شيئاً من التخنيث أمام لحوم آدامية، الشيء الملائكي الذي نجده في حيوان جميل رشيق ولحيم، لدى مشوّهي الأجساد المأفونين (أي لدى أغلب الناس) يعني محاولتهم ليكونوا "جد صالحين" لهذا العالم، نوعا مقدساً من الفجور، سلاحهم الرئيسي لمقاومة الألم البطيء والضجر، لدى الكهنة يعني الإمان الكهنوتي الحقيقي، أفضل وسيلة تمنحهم السلطة، وايضا "أسمى" ترخيص لهم بالسلطة، لدى القدسين هو ذريعة للسبات الشتوي، أحدث ألقاب المجد التي نالوها، استراحتهم في حضن العدم ("الرب") وتجلي جنونهم.
المزيد →