الدولة والاسطورة
يتناول "ارنست كاسيرر" فى كتابه "الدولة والأسطورة" قضية استثمار الساسة ورجال الحكم فى العصر الحديث الأساطير القديمة ، وصناعة أساطير زائفة لتخدم أيديولوجيتهم ومصالحهم ، مستغلين المشاعر الانفعالية والنزعة اللاعقلانية المتجدرة فى سيكولوجية الفرد والجماعة ، وبخاصة فى الظروف الحرجة..
إن الأسطورة السياسية فى العصر الحديث هى أخطر شأناً وأعظم أثراً وتأثيراً ، حيث أصبح وقودها ملايين البشر ، وثمارها الدمار الشامل ، ففى القرن العشرين - وفجأة - اتخذت الصدارة مشكلات لم تكن معروفة لدى المفكرين السياسيين من قبل ، ولعل أهم مظاهر هذا التغيير الذى حدث فى الفكر السياسى الحديث ، وأكثرها إثارة للفرع هو ظهور قوة جديدة هى قوة الفكر الأسطورى ، ولقد أصبحت غلبة الفكر الأسطورى على الفكر العقلانى واضحة فى بعض المذاهب السياسية ، بل من الناحية العلمية ، صار الفكر العقلانى يستحث على الرجوع إلى المراحل الأولية للحضارة الإنسانية.