كاتب و شاعر و أديب من مواليد عمّان، الأردن،عام 1954م من أبوين فلسطينيين، هُجِّرا من أرضهما في قريةالبريج (فلسطين)،28 كم غربي القدس عام 1948م، يعتبر اليوم واحدا من أكثر الكتاب العرب تأثيرا وانتشارا، حيث تتوالى الطبعات الجديدة من كتبه سنويا، محققة حضورا بارزا لدى القارئ العربي والناقد أيضا، ومن الافت هذا الإقبال الكبير من فئة الشباب على رواياته وأشعاره، كما تحظى أعماله بترجمات إلى لغات مختلفة، وإلى ذلك الكتب النقدية الصادرة عن تجربته، ورسائل الماجستير والدكتوراه المكرسة لدراسه انتاجه في الجامعات العربية والأجنبية
درس نصر الله في مدارس وكالة الغوث في مخيم الوحدات، حصل على دبلوم تربية وعلم نفس من مركز تدريب عمان لإعداد المعلمين في عمان عام 1976م. غادر إلى السعودية حيث عمل مدرسا لمدة عامين 1976-1978م، عمل في الصحافة الأردنية (الأخبار ،جريدة الدستور ، صحيفة صوت الشعب، صحيفة الأفق) من عام 1978-1996م. عمل في مؤسسة عبد الحميد شومان -دارة الفنون – مستشارا ثقافيا للمؤسسة، ومديرا للنشاطات الأدبية فيها بين عامي 1996 إلى عام 2006م. تفرغ بعد ذلك للكتابة. وهو عضو رابطة الكتاب الأردنيين، واتحاد العام للأدباء والكتاب العرب.
مجرد 2 فقط
بين يدينا الطبعة الثالثة من رواية (مجرد 2 فقط) للروائي والشاعر الفلسطيني المبدع إبراهيم نصر الله، وقد استهلها بتقديم يتوجه به إلى القارئ يعيد من خلاله إحياء ذاكرة الكتابة وذاكرة الرواية معاً.
يقول الكاتب: "عام 1992 صدرت الطبعة الأولى من رواية (مجرد 2 فقط) حينما كنت أعمل على التحضير لكتابة رواية طويلة عن فلسطين، إذ لم يكن مشروع (الملهاة الفلسطينية) قد تبلور، والآن: (2013)، يطلُّ السؤال الذي بحث عن إجابة له منذ وقت طويل! لماذا لم يتمّ ضمّ هذه الرواية لمشروع الملهاة فيما بعد؟!
المزيد →قناديل ملك الجليل
الرواية السابعة في مشروعه الروائي (الملهاة الفلسطينية) إلى جانب زمن الخيول البيضاء، طفل الممحاة، طيور الحذر، زيتون الشوارع، أعراس آمنة، وتحت شمس الضحى. وبصدور هذه الرواية تكون الملهاة الفلسطينية قد غطت مساحة زمنية روحية ووطنية وإنسانية على مدى 250 عاما من تاريخ فلسطين الحديث.
المزيد →عَوْ – الجنرال لا ينسى كلابه
أربع شخصيات تتصارع في هذه الرواية بعنوان (عَوْ.. الجنرال لا ينسى كلابه!).. من تأليف الأديب والشاعر الفلسطيني المعروف "إبراهيم نصر الله": جنرال، كاتب، قارئ وكلب.
رواية نادرة في كتابتنا العربية، حيث تطرح الصراع الحاد والشرس بين الدكتاتورية وأحلام الإنسان البسيطة، وتكشف محاولة تحويل هذا الإنسان إلى مسنن في دولاب السلطة، ليكون جزءاً من لعبتها وألعابها.
وبالقدر الذي ترصد فيه (عَوْ) نمو الوعي السلطوي، ترصد بالمقابل ظاهرة سقوط المثقف في شرك الدعوة إلى تعايش المبدع والسلطة، أو ما يُسمَّى تجسير الهوة بين المثقفين والسلطة!
واللافت في هذه الرواية، التي تعتبر الأولى بين الروايات التي تناولت هذا الموضوع عربياً: أنها بالقدر الذي تطرح فيه خطابها بوضوح ترتكز على بنية فنية حديثة مركبة، كما أن إمكانية قراءتها على أكثر من مستوى يمنحها قدرة خاصة على تجاوز جغرافيتها..
ولأن الفنون المرئية أضحت منافسة للأدب فإن نصر الله نزع إلى أن تستفيد الرواية من تقنيات الصورة المرئية بحيث يرى القارئ مشهداً متحركاً مع اعتماد التقطيع والمشاهد القصيرة...
هذا العمل إسهام كبير في بناء الرواية العربية وفي دعم واقعيتها الجديدة محتوى وشكلاً وبناء ولغة وواقعاً محمّلاً بكثير من العناصر التخييلية الترميزية الإيحائية، بحيث تعطي القارئ فرصة التقاط ما وراء المشخّص كما تعطيه فرصة معرفة التعقيدات.
جريئة، ساخرة، ومبكية في آن
طيور الحذر
تكمن أهمية هذه الرواية في قدرتها على تشكيل فضاء روائي ذي خاصية دالة على مظاهر معاناة الشعب الفلسطيني النازح عن وطنه والمتسمة بالقسوة والاكراهات والاضطهاد السياسي والإحساس بالانكسار والحنين والحلم بالعودة .
وبإبداعه هذا النص الروائي استطاع نصر الله تتبع سنوات الشتات الفلسطيني منذ الخروج الأول عام 1948 وحتى تداعيات هزيمة عام 1967 حيث تناول مادة يومية وصنع منها عالماً روائياً مفصلاً بصورة مذهلة، لا سجلاً تاريخياً، فاتحاً باباً جديداً هو مفهوم التاريخ في النص الروائي وأهمية وجوده لا بوصفه أحداثاً مباشرة بل جوهراً لروح زمن ما .
شرفة الهاوية
هناك معارك خاسرة نخوضها ونُهزم فيها بقسوة لا تحتملها مكانتنا، ولا ظروفنا، ولكننا نخوضها من جديد. كلما فتحت لنا الهاوية شرفتها!" بهذه العتبة النصية يستدرج إبراهيم نصر الله القارئ إلى متن «شرفة الهاوية» ويمنحه مفاتيح الاستكشاف، لاستغوار مجاهيلها، وإضاءة مناطقها المعتمة عبر مجرّة من الطروحات الفكرية والثقافية التي سوف تفجرها عناصر النص أثناء فعل القراءة.
هي رواية عن طبقات النفس الإنسانية مثلما هي عن طبقات بناء السلطة العربية، وقدرتها الفائقة على تغيير ظاهرها، دون أن يتغير في مضمونها شيء يُذكر.
طفل الممحاة
تشكّل هذه الرواية أحد الأجزاء الستة للملهاة الفلسطينية التي قام الشاعر والكاتب الفلسطيني بإصدارها، والتي تعيد تشكيل نبض الحياة الفلسطينية لتخلّدها وتبقيها حيّة في ذاكرة الأجيال مهما تمر السنين.
بأسلوب ساخر وعن طريق سرد القصص، يحيك الكاتب نسيجه الروائي فيسجّل تفاصيل الحياة اليومية لعالم ما قبل النكبة الفلسطينية، ويدّون أحداثه التاريخية وشخصياته، فينفخ الروح في سمات هذه المرحلة داعيا القارئ إلى تلمّس وتحسّس نبض الأشياء وروحها. تترك نوعية السرد التي يتبعها الروائي للقارئ حرية الإستنتاج الموجّه. فمن خلال إطار الدروس السبعة التي سيتعلمها الطفل بطل القصة، والتي تشتمل على المعاني الأساسية في حياته، وعلى مفاهيم القيم السائدة والواجب اتباعها، ومن خلال العلاقة التي ستنشأ بينه وبين الكولونيل البريطاني، تتضح وتتوسع رؤية العالم في تلك الحقبة الزمنية التي شكّلت منعطفاً اساسياً في تاريخ فلسطين والعالم العربي. "لن يعرف الجنود ما حدث، فعلاً، في الحرب قبل عودتهم إلى منازلهم"، فعلى أرض المعركة تختلف الأولويات ويصبح الأمر الواقع أبرز المنتصرين، لكن طعم النتائج المرة يأتي بعد ذلك. كثير من أحداث الرواية يدور خلال الحرب العالمية الثانية، لكنها تبحث في انعكاساتها على البشر والأشخاص والمواقف. هي ليست تأريخاً للحدث السياسي وللنكبة والهزيمة، بل تأريخاً لما حدث للبشر والإنسان، وللحكايا التي يصوغها التفاعل بينهما.
عمل روائي أنيق ومدروس، يشع بالشعر والسخرية والانفعال من زمن ما قبل الجرح الذي لم يزل نازفاً من النكبة والهزيمة، وحكايا تعود بالصور الحيّة إلى أرض واقع كان على شفيرهما.
زيتون الشوارع
يشتغل إبراهيم نصر الله على قضية حساسة هي انتهاك الجسد، ويفعلها تفعيلاً كاملاً، وأشكال التعامل مع المرأة هو أحد المبررات الفنية لخلق نص روائي له امتيازه ورصانته وسرديته العالية، التي عرف بها نصر الله كروائي من طراز خاص.
ثلاث شخصيات نسائية تتحرك في هذه الرواية، لكن الرواية تكثيف لخمسين سنة من تقلبات الحال التي تعرض لها الإنسان الفلسطيني خارج وطنه، منذ ما قبل عام النكبة حتى أواسط التسعينات من القرن الماضي، وتأمل عميق لفكرة المنفى والإقناع، لكن الشيء الأساس الذي يشغل كل صفحات هذه الرواية هي فكرة الاغتصاب، في أجواء سردية قادرة على الإمساك بالقارئ بقوة... وجو من الحدة والنقمة والثورة يجعل المرء يشعر أحياناً بأنه غير قادر على التقاط أنفاسه.
رواية تعايش وتحاور أخطر وأدق مراحل هذا التاريخ، تلك المرحلة التي تكون فيها الهزيمة داخلية، وعوامل الضعف، تأتي من القلب والدماغ، وعناصر التفكك ماثلة أمام الأعين ثم لا ننتبه ولا نصحو.
رواية ممتعة بالمعنى الفني والجمالي للكلمة، ممتعة لتلك الشخصيات التي تمنحنا الشعور بتقديس الحياة وحبها، ممتعة لتلك النساء اللواتي لا شبيه لهن، ممتعة لهذا الحنين الذي لا يطاق للوطن، ممتعة لمجرد أن تقرأ عن أولئك الذين عاشوا وما توا وما ضمهم ثرى وطنهم.
رواية أصيلة، بالتجربة واللغة والمرجعية والشعر، وتلك المحاولة الجريئة والشجاعة والناجحة، بمزج الفنون معاً، والانتصار على التعميم والتهميش والتغييب، والقدرة على القول في زمن صار فيه حتى القول ملاحقاً أو ممنوعاً
المزيد →تحت شمس الضحى
يشتغل إبراهيم نصر الله على أنموذجة بإخلاص وإيمان بأصالة وقيمة وضرورة ما ينتج. عمله مصيري في بعث فلسطين -التاريخ والجغرافيا والروح والأمل- في إبداعه لغة ومكاناً وزماناً وتشكيلاً، وهوي ستغرق عميقاً في عالم الكتابة ويسعى دوماً إلى تجديد أدواته باتجاه أسلوبية تعبيرية أرقى في الشعر والسدر الورائي، ويستعيد ثقافته السينمائية ليحظى بهذا التلاقي الخلاق بين فن الكتابة وفن السينما.
يحظى إبراهيم نصر الله بقيمة إبداعية مهمة على صعيد الإنجاز الروائي، وله تجارب مميزة رصدها الكثير من النقاد العرب المعنيين بالسرد الروائي، ولا سيما تجربته الملحمية في (الملهاة الفلسطينية) التي ضمت روايات (طيور الحذر/ الطفل الممحاة/ زيتون الشوارع/ أعراس آمنة/ تحت شمس الضحى/ زمن الخيول البيضاء).
لا يشعر القارئ وهو يقرأ روايات نصر الله إلا وهو جزء من حدث يتميز بطزاجته وكأنه يحدث للتو، على النحو الذي يفتتحه القارئ لأول مرة وينتمي إلى رؤيته وفضائه وكونه الروائي انتماءً يكاد يكون حاسماً، وهي تتمظهر عبر جماليات تشكيل نوعية خارجة من معطف التجربة وليست مفروضة عليها، إذ تبقى روح الشاعر حاضرة وراهنة في أعماق السرد الروائي من دون هيمنة الشعري على الروائي كما قد يحصل لمن يشتغل على الجنسين معاً.
أعراس آمنة
(آعراس آمنة): لقداخترت موضوعاً صعباً، هو الموت والشهادة، وهو موضوع يغري بالعويل والبكاء والندب والميلودراما، لكنك ابتعدت ببراعة عن كل ذلك، ورحت تستبطن الحالة الفلسطينية التي تقع بين حدي الفرح والحزن، العرس والجنازة، ورحت تحاور الموت بعمق وذكاء، لتضيء جانباً جديداً في تجربة الفلسطينيين.
المزيد →أقل من عدو أكثر من صديق : السيرة الطائرة
يقول نصر الله في كتابه هذا: (إذا ما أراد الغرب أن يفهمنا حقاً فإن عليه أن يكف عن الاستماع لنفسه، وأن يتركنا نتحدث بصدق عما يحدث فينا، وأن يتقبل حقيقة قول الصدق حتى وإن لم يأخذ بها في النهاية)
وتشكل هذه (السيرة الطائرة) جزءاً من سيرته الإبداعية والإنسانية والأثر الذي تركه السفر في كتابته الشعرية والروائية، وحواراته حول القضايا العربية الساخنة والقضية الفلسطينية والصورة الإنسانية العميقة للحضارة العربية مع الجمهور الاوروبي ومع مثقفين أوروبين بين عامي 1985 و2005، عابر بكتابه هذا أيضاً أهم مفاصل التاريخ العربي المعاصر منذ عام النكبة الفلسطينية حتى اليوم.