علاج شوبنهاور
كل نفس نأخذه يدرأ عنا الموت الذي يحيق بنا طوال الوقت... وفي النهاية، لا بد أن ينتصر الموت، لأنه أصبح قدرنا منذ ولادتنا، ويتلاعب بفريسته لفترة قصيرة جداً قبل أن يبتلعها، لكننا نواصل حياتنا باهتمام كبير وببؤس شديد بقدر ما نستطيع، تماماً كما ننفخ فقاعة صابون حتى تصبح أطول وأضخم ما يمكنها، مع أننا واثقون تمام الثقة بأنها ستنفجر في نهاية المطاف.
علاج شوبنهاور هو أحد أعمال يالوم الرائعة والتي يسرد من خلالها سيرة الفيلسوف الألماني الشهير آرثر شوبنهاور ويضع نظرياته الفلسفية وأسلوب حياته كمفكر تحت التطبيق العملي
من خلال شخوص الرواية لاستخلاص الفائدة منها، لتمحيصها وسبر أغوارها. إن لهذا العبقري والذي وصفه تولستوي “عبقري بامتياز بين الرجال”، “واعتبره ريتشارد فاغنر (هبة من سماء)؛ ويقول نيتشه عندما قرأ له (تركتُ ذلك العبقري الكئيب يعمل بحيوية في عقلي) فهذا الرجل الواقعي السوداوي له الأثر الكبير في الخارطة الفكرية الغربية ومن خلال هذه الرواية سنتعرف عن حياته، عبقريته، العوامل التي ساهمت في بناء هذا الرجل.