التعبير عن العواطف عند الانسان و الحيوانات
كتاب التعبير عن العواطف عند الإنسان والحيوانات، الذي يُنقل أوّل مرة إلى اللغة العربية بمبادرة من المنظمة العربية للترجمة، هو من أكثر أعمال داروين المقروءة، وهو حيٌّ بما فيه من طُرَفٍ واستشهادات وملاحظات استقاها المؤلف مباشرةً من أصدقائه وأولاده.
وهذا الكتاب، على الرغم من ظهوره عام 1872، لم يأخذ الشكل الذي أراده المؤلف، بل تُرِكَت أجزاء منه لكي يتم نشرها في الطبعات اللاحقة، لكن معظمها لم يجد طريقه إلى النشر في حياته. ثمّ بعد وفاته نشرت أجزاء من الطبعة المنقولة إلى اللغة العربية فقد جُمِع معظم ما جاء في الكتاب الأصلي مع الحواشي وبقية الأفكار التي كانت قد نشرت منفردة. ولاشك في أنّ الهدف الذي توخّته المنظمة من وراء ذلك، هو إبراز فحوى الكتاب بالشكل الذي أراده داروين أصلاً، وهذا ما يجعله أساسياً في مكتبة كل من يهتم بالطبيعة والسلوك.
أصل الأنواع: نظرية النشوء والارتقاء
إذا قلنا إن كتاب تشارلز داروين "أصل الأنواع" هو الأكثر إثارة للجدل، فإن ذلك ليس في سياق الدعاية. فهذا الكتاب حاضر في كل نقاش حول أصل أو تطور الحياة. وليس أدل على ذلك مما حثل مؤخراً في أميركا، الدولة الأعظم والأكثر ليبرالية، إذ أعيد فتح النقاش حول صحة أو خطأ تدريس هذا الكتاب في المدارس، وظهرت ومؤخراً عدة كتب تهدف إلى دحض نظرية داروين، بدعم من المحافظين الجدد الذين أزعجتهم نظرية داروين لتعارضها مع نظرية الخلق كما جاءت في العهد القديم.
إن هذا الكتاب، الذي يدافع عن نظرية تقول إن الإنسان تطور بسبب احتياجاته، وتغير دماغه شكله وجسده، حاضرة وصارت جزءاً من دراسة تاريخ وتطور البشرية، رغم الحرب الواسعة التي شنتها ولا تزال، عليها وجهة النظر الدينية التي ترى أن الإنسان خلق وسيبقى على ما هو عليه الآن.
بمعزل عما نتوصل إليه من نتائج، فإن قراءة هذا الكتاب مثيرة، وتفتح أمام قارئه مجموعة من الأسئلة الكبرى.
المزيد →