أعادة قراءة القرآن
القراءة قراءتان: غريبة وإسلامية. أما الغريبة فتقضي أن نقرأ لكي نفهم. وهذه قراءة تنجز اسمها. وأم الإسلامية، فتقضي أن نفهم لكي نقرأ، وهذه قراءة تنجز فعلها. ولقد نرى أن معظم الدراسات المعاصرة في إعادة قراءتها للقران- ويعد هذا الكتاب من أمثلها طريقة- قد انطلقت من منظور غربي للقراءة, فحققت الأسم وجاءت النتائج على مثال القارئ شخصاً, وإنه لمتاح الآن أن تعاد قراءة القران من منظور غربي للقراءة فحققت الاسم, وجاءت النتائج على مثال القارئ شخصاً, وانه لمتاح الان ان تعاد قراءة القران من منظور اسلامي للقراءة, وغذ ذاك, يستحق الفعل "إقرأ" وستأتي النتائج على مثال القارئ نصا, ألا وإن إعادة قراءة القران لتكون لمن جاءة لكي يفهم على مثاله شخصاً وانها لتكون لمن جاءه وقد فهم على مثاله نصاً, واننا لنرى ان الفارق بين القراءتين هو فارق بين حضارتين: حضارة شخص, وحضارة نص, ولما كان ذلك كذلك فإن وضع قراءة مكان آخرى يستلزم تغيير البني التكوينية تغييرا كاملا. ولان هذا محال, فستبقى قراءة القران بغير منظوره قراءة اسم لا قراءة فعل. واخيراً القراءة على اختلاف, فطوبى للمختلفين.
المزيد →