الحنين إلى الخرافة
«للخرافة غريزة حَشَريةٌ تَنْتحي إلى الشوق، وتعشق الثغرات، وتقيم في الفجوات. يسود الدجل ويركز لواءَه في المناطق التي ما زال العلم فيها مُبلِسًا محيرا لا يملك جوابا حاسما».
تسيطر الخرافة على الكثير من التفاعلات البشرية؛ فلم تكتف الخرافة بالتغلغل في المجتمعات الفقيرة، التي لم تنل القسط الكافي من التعليم، بل امتدت إلى أوساط تبدو راقية أو تحمل قدرا من العلم والثقافة والمدنية. وعبر كافة الأوساط التعليمية والإعلامية نستقبل يوميا علما زائفا، وخرافات جديدة يفتح رونقها البراق المجال لتصديقها والعمل بها. وهذا الكتاب نستطيع من خلاله أن نميز بين العلم والعلم الزائف، عن طريق عرض لإسهامات بعض المفكرين وفلاسفة العلم مثل: توماس جيلوفيتش، وكارل بوبر، وجون كاستي، وقد عده المؤلف تتمة لكتاب «المغالطات المنطقية» الذي ناقش موضوعات ذات صلة.
المزيد →وهم الثوابت
«ما ظنُّكَ بمَن يُعامِلُ المُتحوِّلَ مُعامَلةَ الثابِت؟ ومَن يُعامِلُ السائلَ مُعامَلةَ الصُّلب؟ ومَن ينظرُ إلى الغامضِ المتشابِهِ على أنه دقيقٌ مُحكَم؟ وإلى المُمتدِّ المُتصلِ على أنه مُتقطِّعٌ مُنفصِل؟»
كثيرًا ما نَسألُ عن ماهيةِ الأشياءِ من حيثُ هي مُحدَّدةٌ ثابتةٌ لا يطرأُ عليها امتزاجٌ أو تَغيير، وتبدو نقاشاتُنا كعِراك، يَستوقِفُ فيه كلٌّ مِنَّا الآخَرَ عندَ «ثوابتَ» لا يَجوزُ تَعَدِّيها أو مُناقَشتُها أحيانًا، وهكذا نُصبحُ كمَن يَبني سدودًا حوْلَ فِكْرتِه مُتوهِّمًا أنَّ هذه الثوابتَ حاميةٌ لها. في «وَهْم الثوابت» انحازَ الدكتور عادل مصطفى إلى ما سمَّاهُ «اللاماهويةَ الجزئيةَ المَوضعيَّة»، مُحذِّرًا ممَّا يُمكنُ أنْ ينجُمَ عن تخيُّلِ أو توهُّمِ وجودِ ماهيَّةٍ ما لشيءٍ في حينِ أنهُ لا ماهيَّةَ له، مُقدِّمًا في الوقتِ ذاتِهِ قراءةً لأدبياتِ رموزٍ فلسفيةٍ ذاتِ صِلَة؛ مِثل: كارل بوبر، وفتجنشتين، وأفلاطون، وسارتر.
المزيد →المغالطات المنطقية
كان الدافع إلى كتابة هذه الفصول ما يشاهده المؤلف كل يوم في الفضائيات التلفزيونية و وسائل الإعلام الأخرى من أغلاط أساسية في منطق الحوار و الجدل تجعل المناقشات غير مجدية من الأصل و تجعلها عقيمة أو مجهضة منذ البداية و بذلك كان لابد من العودة بالقارئ إلى أصول الحوار المثمر و قواعد الجدل الصحيح التي أصبحت مبحثاٌ قائماٌ بذاته هو المنطق غير الصوري أو المنطق العملي.
و على الرغم من مرور أكثر من ربع قرن على نشأة المنطق غير الصوري فإنه مازال في طور التكوين تصطرع فيه تيارات متباينة و تتنازعه اتجاهات مختلفة، و مازال يتلمس طريقه و يفتش عن هويته.