الشعور المأساوي بالحياة
يخبرنا أونامونو أن الشعور المأساوي بالحياة مهم بل وضروري لكوننا بشرا نشعر بوجودنا من مأساتنا وألمنا وحين نتخلى عن هذا الألم نترك شعورنا بالإنسانية، لذلك يجب أن يؤلم وجودنا ويجب أن نشعر بهذا الألم .
يبدأ أونامونو رحلة الألم والمأساة من الوعي، ويقول أن الوعي الإنساني ضروري ومايلحق هذا الوعي هو الألم ونحن كبشر حين يجذبنا الوعي نذهب إذا في طريق الألم، بعدها يذهب للقول بأن المعرفة ليست عقلية فقط، إنها حسيّة أيضا وعلى هذه الروح في داخلنا أن تحسّ بالمعرفة وحين تحسّها تعيها، فالوعي إذا ليس عقليا بحتا بل حسيٌّ أيضا .
وأن الله أيضا ليس العقل وليس الله فكرة فقط، إنه كيان وكوني يسع كل هذه الأرواح التي خلقها، وكما أنه خلق الإنسان لإظهار عظمته وجماله فالإنسان خلق الله أيضا رغبة منه في الطمأنينة ورغبة منه في وجود روح أخيرة نعود إليها ونتماهى فيها وللتخلص من العدم الساكن والفناء، فكلانا نحن والله نوجد بعضنا، وقد مثّل أونامونو لذلك في المسيحية من ظهور مفهوم الأب الرب ومن ألم مريم الأم والمقدسة ومن المسيح ابن الله، هكذا إذا تتشكل عائلة لهذا الإنسان يشعر معها بالطمأنينة لروحه.
ونحن حين نريد أن نجعل من الله عقلا فقط علينا أن نتخلى عن اللغة ونستخدم الرموز فقط وبذلك لا نكون بشرا، فالبشر تحكمهم اللغة وباللغة يتكوّن الإنسان ويتكوّن الله الحسّي أيضا .