خلال الثمانينات، بدأت الظواهر والتقاليد الدينية تمرّ، عبر العالم، وبقوة في أغلب الأحيان، من الحيّز الخاص إلى الحياة العامة. وقد أدى هذا إلى "تعميم" الدين في الحياة المعاصرة. في هذا الكتاب دراسة متعمّقة لهذه الظاهرة قام بها الأستاذ بجامعة شيكاغو خوسيه كازانوفا الذي يُعتبر واحداً من أبرز المتخصصين في العلوم الاجتماعية في العالم.
يبحث الكتاب في العلاقة بين العلمانية والتنوير و"الدين الحديث" وفي العلاقة بين ما يسمى الأديان الخاصة والأديان العامة، ثم يتناول، بتوسع وعمق خمس حالات دراسية عن الكنيسة في أسبانيا وبولندا والبرازيل والولايات المتحدة وعن البروتستانتية الإنجيلية، مركزاً على علاقة الدين والكنيسة بالدولة والنخب والمجتمع المدني وعامة الناس، حسب الحالة. هذا قبل صياغة الاستخلاصات حول "تعميم الدين الحديث".
روبرت ن. بلاح، وهو من المتخصصين في الموضوع، اعتبر هذا الكتاب "من أفضل الدراسات التي قرأتها منذ وقت طويل في ميدان علم اجتماع الدين، أو في علم الاجتماع التاريخي المقارن عموماً. ويتمتع كازانوفا بعمق نظري تحليلي فريد في تناول القضايا البارزة في حقل اختصاصه. فيقتحم السجال القائم حول العلمنة بدقة ووضوح لم أعهدهما من ذي قبل؛ مهملاً ما يتعذر تبريره، ومحتفظاً بما هو مفيد. وقد أصنِّف كازانوفا، على أساس هذا الكتاب المذهل، ضمن قلة قليلة من ألمع علماء اجتماع التاريخ المقارن في جيله".