في هذا الكتاب يستخدم الأستاذ كل أدواته لتحقيق خلاصه الروحي: النقد الأدبي، والتحليل الماركسي، وبقايا تعاليم التديُّن السوسيولوجي الذي خرج به من دمنهور، وفطرته الإنسانيّة؛ يستخدمها جميعًا بإخلاصٍ وحرارةٍ بارعين. فلا يرفُض الماديّة فقط، بل يرفض كُلَّ تجلياتها، وأخطرها: الطوبيا؛ أو الفردوس اﻷرضي كما يُسميها. يرفُض أي خلاصٍ دنيويٍ نهائي يُقوّض الإنسان. يرفض أي فردوس برّاني في هذا العالم؛ فالفردوس الأرضي الحقيقيُّ ليس برّانيًّا أبدًا، بل هو فردوس جوّاني: "الفردوس القلبي"، الذي اكتشفه المسيري مع مالكوم إكس ...؛ فردوس الإيمان.