يتناول هذا الكتاب العلم من جوانبه وحقوله المختلفة وعلى طريقة راسل العلمية والأدبية التي تجعل قراءة أكثر المواضيع جفافاً سهلاً وجميلاً . يكتب راسل فصولاً عن أبرز العلماء الذين كان لهم دور كبير في تقدم العلم مثل العالم الإيطالي جاليليو الذي يقول عنه :" أبو العصر الحديث ، الذي خطا خطوة واسعة في عملية كسب المعرفة السليمة والعامة في آن،ويصف راسل جاليليو بالعبقري منذ الصغر حيث أصبح أستاذا للرياضيات وهو في مطلع عمره ، وكان يعمد من خلال التجربة إلى نقض أفكار أرسطو التي تحولت إلى مقدسة ولا يمكن المساس بها . إلا أن جاليليو كما هو معروف مر بمحكمة التفتيش على رأيه الشهير بدوران الأرض حول الشمس الذي اعتبر تجديفاً وكفراً صريحاً مما اضطره وهو في ال70 من عمره إلى أن يتراجع ويتوسل للمحكمة لكي تعفو عنه ونذكر هذا المقطع الذي يبدو فيه ذليلا وضعيفاً ، يقول :" إني بقلب مخلص وإيمان صادق، ألفظ وألعن وأمقت هذه الأخطاء والتجديفات ، وكل خطأ آخر وعقيدة أخرى لا تتفق مع آراء الكنيسة المقدسة المذكورة ، وأقسم بأني لن أعود في المستقبل فأقول وأقرر أي شيء بالمشافهة أو الكتابة يكون من شأنه أن يجعلني عرضة لمثل هذه الريبة ، بل أني إذا عرفت كافراً أو أي شخص في إيمانه زيغ لعنته علناً أمام المحكمة المقدسة ، وأمام المحقق أو القاضي الكنيسي للمكان الذي أكون فيه ". كانت هذه المحكمة تملك القوة ولكن أفكار جاليليو هي التي انتصرت ، وهذه علامة كبيرة على قدرة العلم على تجاوز كل الظروف والقوى التي تريد أن تعيق تقدمه .