لا يستطيع أحد أن ينكر أن ثمة أزمة ثقة تشوب العلاقات بين المسلمين وغير المسلمين وأن هذه الأزمة محصلة لتراكمات كثيرة تاريخية ومعاصرة بعضها تم بطريق الصدفة والخطأ والآخر وقع عمدا وبسوء قصد . ولا سبيل إلى تخطي هذه الأزمة إلا بمواجهة أسبابها بأقصى قدر ممكن من الصراحة والشجاعة والحسم. فنحن نواجه موقفا يتهدد المسلمين وغير المسلمين والاستسلام له سيقود الجميع إلى قاع أليم والسكوت عليه اشتراك فى الجريمة يقترب من التواطؤ وليس أمامنا إذا أردنا لأنفسنا بقاءً واستمراراً إلا أن نستجمع القوى ونتشبث بما تبقى من خير وعقل لدى هذه الأمة لنثبت ونقاوم ونمسك بالزمام قبل أن يفلت. وغاية ما يطمح إليه هذا الكتاب أن يسهم مع ما سبقه من كتابات فى إضاءة الطريق أمام أبناء هذه الأمة مسلمين وغير مسلمين ليتبينوا بوعي مواضع خطاهم ويلملموا شتاتهم المبعثرة وطاقاتهم المهدورة تكريساً لأواصر المودة والرحمة وانطلاقا نحو مستقبل يسع الجميع يسعد فيه الجميع.