النظر السطحي لهذه الرواية يقول إنها-في بعض أجزائها-تتعامل مع "السياسية" تعاملاً مباشراً، قد يبدو متنافراً مع الأسطورة والشعر والحلم، غير أن هذا بالضبط هو ما لم تفعله "قالت ضحى". وإنما فعلت نقيضه. وعند البعض، قد تبدو الرواية سيمفونية بديعة، رائعة الأنغام، متفاوتة الطبقات، مختلفة الإيقاع، تعلو إلى السماء وتهبط إلى الأرض دون خلل أو اهتزاز.
غير أني أفضل أن أشبهه بآنية إغريية بديعة الجمال. تجمع إلى جمال الشكل دقة الحفر والتسجيل والرسم على سطحها الأملس تارة، الجعد تارة أخرى، الكامل التشكيل الذي لا تبين خطوطه لأن هذه الخطوط موظفة كلها في خلق العمل ككل. وبهذه لا يصنف النقد البصير الرواية على أنها قصة حب أو حكاية سياسية، أو وثيقة اجتماعية، وإنما يقول إنها عمل فني يضم هذا كله جهيراً، أو مهموساً، أو مومئاً إليه. يقول النقد إن هذه الرواية هي ذاتها وحسب. وكفى بهذا فخراً لأي روائي.