هذا الكتاب الهدف الأول منه ليس بناء تفسير محكم لتاريخ مصر في النصف الأول من القرن التاسع عشر ، أو لجيش محمد على وانتصاراته أو حتى لبنية الجيش الداخلية وصراعاته الاجتماعية تتناول دراستنا هذه ذلك كله وغيره ، ولكنها تهدف قبل كل شيء إلى إسقاط مجموعة متنوعة من الحصون التقليدية في تقاليد الكتابة التاريخية ، المصرية خصوصاً ، فهي إن جاز التعبير مدفع سريع الطلقات يصوب بدقة وغزارة فتحت قناع لطيف من الأسلوب السلس والنبرة الهادئة ، وبغير إنفعال زائد في معظم صفحات الكتاب ، يقوض الكاتب جدارناً بأكملها من صرح النمط الوطني السائد في الكتابة التاريخية المصرية ومسلماتها وضميرها وحججها ، كما يثير المشكلات المنهجية ويفتح أفقاً جديداً في مناقشة مفهوم السطلة عند ميشيل فوكو الذى أصبح يلعب دوراً متزايداً في مختلف العلوم الإجتماعية في عصرنا .