“لا تقتل عصفورًا ساخرًا” رواية هاربر لي الوحيدة في مشوارها الأدبي الذي بدأ عام 1959، وكانت كافية لتنال جائزة الميدالية الرئاسية للحرية عام 2007 عن مجمل مسيرتها الأدبية.
كما أن هذه الرواية حازت على جائزة بوليتزر عام 1961، لأنها عدت إحدى علامات الأدب الأمريكي الحديث.. تحولت الرواية إلى فيلم من أهم الأفلام العالمية، حصل على أوسكار أحسن سيناريو مأخوذ عن عمل أدبي وأحسن ممثل دور أول.
وتقدم هذه الرواية كتعبير أدبي عميق عن التمييز العنصري في أميركا في مطلع القرن الماضي، لكن حقيقة الأمر، أن قضية العنصرية تحتل الجزء الثاني من الرواية التي تبدأ على لسان الراوية “سكاوت” الطفلة الصغيرة، لتنقلنا إلى فترة زمنية بعيدة عنا تظهرنا فيها على مجتمعها ومجتمع قريتها، نستعيد معنى الطفولة من خلال حكاياتها الساخرة والمريرة أحيانًا… لا يمكن أن تصادف مثل هذا الألم الساخر كثيرًا، الأمر يحتاج إلى كاتب يكتب معولًا على روحه وقلبه قبل موهبته وقلمه… تعيش “سكاوت” مع والدها المحامي “أتيكوس” بطل الرواية الأول. وأخيها “جيم” الذي يكبرها بسنوات، في مدينة مايكومب في ولاية ألاباما، خلال الثلاثينات من القرن العشرين، حيث تختلف التفاصيل الزمانية لكن يتشابه البشر والمجتمعات.