"هذا الكتاب في جوهره، نقد للحداثة لا تستثني منه لا العلوم الحديثة ولا الفنون الحديثة. وهو إلى ذلك يضع الإصبع على طراز معاكس قليل الحداثة، طراز نبيل يقول: نعم والكتاب بهذا المعنى الأخير مدرسة لابن الحسب والنسب، بالمفهوم الأكثر روحية والأكثر جذرية الذي أعطى لهذا اللفظ حتى الآن. فعلى المرء أن يتحلى برباطه الجأش كي يتمكن من مجرد احتماله، وعليه أن لا يكون قد تعلم الخوف قط... إن الأشياء التي يفخر بها هذا العصر جميعها تحس بمثابة النقيض من هذا الطراز، وبمثابة قلة تهذيب تقريباً. ومثالها: الموضوعية الشهيرة، والعطف على كل ما يتألم، والحس التاريخي بانصياعه لذوق الغير وانبطاحه أمام الوقائع العلمية الصغيرة"