جنون الفلاسفة
يبحث كتاب "جنون الفلاسفة" حياة ثمانية فلاسفة عظام هم: "جان جاك روسو" الذي تبدو نظرته حول الثقافة والنظام الاجتماعي على خلاف غريب جدًا مع حياته الفاضحة الخاصة. "شوبنهاورو نيتشة" من عمالقة القرن التاسع عشر اللذين تزداد كلماتهما أهمية في أيامنا هذه، إضافة إلى خمسة من فلاسفة القرن العشرين والذن كان لهم تأثير كبير وهم: "بيرتراند راسل، لودفيغوتغنشتاين، مارتين هيدجر، جان بول سارتر، ميشال فوكو". إن كلاًّ من هؤلاء العظام يُظهر أن حياة العقل لا تقود بالضرورة إلى حياة عقلانية، ولذلك كتب مؤلف هذا الكتاب: "إننا لسنا بصدد تقييم أخلاقي للتصرفات، وجل اهتمامنا هو عرض لحماقات الحكماء، كي لا تقدس ذكراهم بشكل محرج".
المزيد →موجز تاريخ الجنون
يستقصي المؤرخ البريطاني روي بورتر(2002-1946) الكيفية التي قاربت بها الثقافة الغربية الجنون وعالجته. ويبدأ الكتاب بعرض مفهوم الجنون كما ساد في العصر السابق على الكتابة، وذلك حين نظر إلى الجنون بوصفه تلبّساً شيطانياً أو إلهاماً سماوياً. ويتتبع المؤلف تأثير هذه الأفكار التي ظلت حاضرة في الغرب حتى القرن الثامن عشر، ثم يتناول مولد العلوم الطبية مثلما طوّرها فلاسفة الإغريق وأطباؤهم. كما يتولى بالدرس معاني الجنون وموتيفاته الثقافية التي مثلت مادة ثرة متحت منها الفنون والآداب. ولا يفوت المؤرخ البريطاني أن يمتحن الدوافع التي قادت إلى مأسسة الجنون، وقد بلغت ذروتها أواسط القرن العشرين، حين احتجز نصف مليون مريض في الولايات المتحدة ونحو المئة والخمسين ألفاً في المملكة المتحدة داخل المصحات. وعقد المؤلف فصلاً أخيراً كرّسه للحديث عن الطب العقلي الذي دعي القرن العشرين باسمه، مسلّطاً الضوء على تطوراته التي مثلها صعود التحليل النفسي وسقوطه، فضلاً عن تناوله ابتكاراته الرئيسة في العلاجات الدوائية. ويختم المؤرخ البريطاني كل ذلك بتقييم موجز لموقع الطب العقلي علمياً وعلاجياً، مع إطلالة القرن الواحد والعشرين، متسائلاً إن كان التاريخ المتنوع للطب العقلي يخبر عن أي قيمة لهذا المشروع.
المزيد →