سدهارتا
كانت هناك شجرة على ضفة النهر، شجرة جوز هند. اتكأ سدهارتا عليها، ولف ذراعه حول جذعها ثم تطلع إلى المياه المخضرة التي تتدفق تحته. تطلع إلى الأسفل وملأته رغبة في أن يرخي نفسه ليغرق في الماء. فالفراغ الرهيب في الماء كان يعكس فراغاً مرعباً في روحه. نعم. كان في نهايته. إذ لم يعد هناك شيء قد تبقى إلا أن يزيل نفسه. هذا هو العمل الذي كان يتوق للقيام به، أن يدمر الصيغة التي كان يكرهها! فلتلتهم الأسماك قلب سدهارتا هذا، هذا المعتوه، هذا الجسد الفاسد المهترئ، تلك الروح البليدة المستهلكة! فلتلتهمه الأسماك والتماسيح ولتمزقه الشياطين إرباً.
بملامح متشنجة راح يحدق إلى الماء فرأى وجهه وبصق عليه. أبعد ذراعيه عن جذع الشجرة وتحول قليلاً لعله يسقط على رأسه ويغوص. وانحنى بعينين مغلقتين نحو الموت.
المزيد →قصة نفس
عندما نقرأ للفيلسوف الأديب "زكى نجيب محمود" أى كتاب من كتبه، لابد وأن نذوب معه وننسى عالمنا الخارجى ونغوص فى كلماته السهلة الممتنعة، وفلسفته العميقة، فما بالنا لو قرأناه حينما يتحدث عن نفسه؟! تلك إذن قصة أخرى، وتلك هى "قصة نفس" حلقة من ثلاث حلقات (قصة نفس، قصة عقل، حصاد السنين) دون فيها المفكر الكبير سيرته الذاتية، ولكن.. ليس أحداثاً وأياماً وإنما أفكار.. هى سيرة أفكاره، وقصة نفسه وهو ينفصل عنها ليراها من بعيد، ويكتب عنها ويحللها ويرى ما تأثرت به وأثر فيها مهما صغر، إنه يروى لنا سيرته الذاتية من الداخل، وكيف لا وهو الفيلسوف، ولكنه أيضاً أديب فيجعلها درب يمزج بين الفكر والأدب، على فصول عشرة جاءت كالتالى: أحدب النفس، حصان من الحلوى، حلم ليلة فى منتصف الصيف، أطلال دوارس، رماد يشتعل، تراجم الأضداد، موت فى أسرة الأحدب، قلب يثور وعقل يطمئن وانفصام التوائم.. هل لنا أن نصف سطور من فكر الفيلسوف "زكى نجيب محمود" ؟. أم أننا حينما نتكلم عنها فمهما قلنا نبخسها حقها؟!.
المزيد →جمهورية أفلاطون
منذ ولد الإنسان على سطح الكرة الأرضية مصارعا لقوى الطبيعة وأطماع الاخرين وشظف الحياة .. ومنذ طفولته التاريخية وحتى نضجة في عصورنا المتقدمة ذات العلم والتقنيات المتقدمة.. لم يعش سوى حياة كثيرا ما كانت مليئة بأنواع الظلم والحرب، وبالرغم من طول أيامها إلا انه لم ينس يوما حلمه في مدينة فاصلة تعمها السكينة وتسودها معاني الحق والعدالة ويظلها السلام.. فكتبها وصورها الفلاسفة والشعراء والأدباء، وحاول الوصول إليها المشرعون كما اوصى بأخلاقها ومبادئها الأنبياء .. وعلى غرار هذه المدن التى تسير وفق تنظير وتصور صاحبها، استهرت "جمهورية أفلاطون" بل كانت رائدة في هذا المضمار فكان لها السبق الزمنى والفكري.. وهى في كتابنا هذا مترجمة عن أصلها اليوناي بقلم الدكتور "فؤاد زكريا" ، ومقسمة إلى عشرة كتب بمثابة أبواب ،وباختيار الحوار والسؤال والجواب وسيلة يصل بنا "أفلاطون" شيئا فشيئا إلى شكل جمهوريته ونظامها واختلاقها ومصطلحاتها وما تشكله بعد هذا من بشر يعيشون في أرجائها.
المزيد →تاريخ فلاسفة الإسلام
يعدُّ هذا الكتاب معجمًا فلسفيًّا تاريخيًّا يؤصل فيه الكاتب لتاريخ فلاسفة الإسلام من خلال دراسة جامعة يتناول فيها حياتهم، وآثارهم الفلسفية، والعلاقات التي تربطهم بوزراء وأمراء عصرهم، وما أُثِرَ عنهم من شمائل أخلاقية، ونظرياتٍ فلسفية، وما حذقوه من علومٍ بلغوا بها ذروة المجد الفلسفي، وصنعوا من نبوغهم فيها دعائم التقدم الذي كان لَبِنَةً رئيسَةً في التفوق العلمي الذي ارتقت إليه أوروبا، وقد أفرد الكاتب في هذا الكتاب فصلًا مُسْهبًا للحديث عن التصوف؛ لأنه يعد ضربًا من ضروب الفلسفة، وقد وفق الكاتب حينما وضع هؤلاء الفلاسفة الأفذاذ موضع المقارنة مع فلاسفة الغرب، بأسلوب يحتكم فيه إلى المفاضلة العلمية، وينأى به عن التحيزات العنصرية للجنس العربي؛ فهو يتخذ من ميزان العلم أداةً شاهدة على جدارة هؤلاء العلماء في اعتلاء مكانة مرموقة فوق الأرض.
المزيد →الغيب والعقل: دراسة في حدود المعرفة البشرية
موضوع هذا الكتاب هو علاقة العقل بالمستور من الوجود .. بعالم الغيب.
ويحاول الكتاب الإجابة عن سؤالٍ محوريٍّ: هل للعقل حدودٌ، أم أنه قوة إدراكٍ مطلقةٌ؟
هل في الوجود مرتبةٌ وراء العقل، وفوق قدرته؟
وإذا كانت للعقل الإنساني حدودٌ، فما هي، وما حقيقتها؟
وكيف يتعامل العقل مع هذا العالم المتجاوز لقدراته؟
وتنتمي هذه الدراسة لحقل فلسفة العقل؛ التي تسعى لإدراك طبيعة هذه الآلة البشرية الغامضة، ومعرفة آليات وحدود اشتغالها. كل هذا في ضوء مفهومٍ قرآنيٍّ هو "الغيب" ... الوجود الحاضر الغائب في آنٍ، والذي يفتح للعقل والإنسان والاجتماع البشري آفاقًا ثريَّةً؛ يحاول هذا الجهد الإحاطة ببعضها.
لهذا جاءت الدراسة مقارنة بين التراثين الإسلامي والغربي في الموضوع؛ لعلها تكشف عن بعض صلات العقل بالغيب، ولعلها تُفيد في الجدل العالمي الحالي، الذي انتقل للعالم العربي والإسلامي؛ حول مكانة كلٍّ من الدين والعقل في المجالين العام والخاص.
الغصن الذهبي، دراسة في السحر و الدين
الغصن الذهبي هو دراسة موسعة في الأساطير و الأعراف الوثنية، بحث فيها الكاتب الميثولوجي الكبير سير جيمس فرايزر في المعتقدات البدائية فكشف عن جذور شجرة نعيش علي أغصانها الآن. واجه كتابه موجة أحتجاج واسعة مما اضطره إلي حذف المواد المثيرة للسخط العام.
الأسطورة و الوثنية و البدائية عبارات تبدو للقارئ المعاصر منقطعة الصلة بالحاضر و لا تفيدنا بشيئ. لكن إذا ما أمعنا النظر في سلوكنا اليومي الآن نجد أنفسنا نمارس عادات لا نعرف أساسها، فنعطيها مبررات سطحية. إذن نحن بدائيون بشكل ما.
في معرض قراءة الكتاب سيكشف القارئ أن الكثير من العادات و المعتقدات التي نعتنقها الآن هي مجرد استمرار منمق لمعتقدات بدائية يرفضها البعض عندما نعطيها تسميات قديمة و ينعتها بالعبث و التخلف، و هم أنفسهم يقبلونها إذا ما ألبسناها الحلة العصرية. ربما ساعدنا هذا الكتاب علي معرفة أنفسنا بشكل أعمق عندما نتعرف جذور سلوكنا اليومي.
المزيد →العودة إلى الذات
ما في طيات هذا الكتاب هو ترجمة لبحث الدكتور علي شريعتي ” العودة إلى الذات ” .
وهو عبارة عن محاضرة ألقاها المؤلف في جامعة جنديسابور. وفيها لخص شريعتي فلسفته في الحياة.
فإذا أردنا أن نقدم عنواناً جامعاً، لفكر شريعتي فلن يزيد عن هذه الكلمات الثلاث “العودة إلى الذات”…
والعودة إلى الذات هي الحل الذي يقدمه شريعتي بالنسبة للمسلم على كافة المستويات:
المستوى الفردي، ومستوى الأمة والمستوى العالمي.
فهي التي تخلص المسلم من “التقولب” و”الاستقطاب” والاتجاهات المحددة سلفاً…
هذا هو مضمون القسم الأول من كتاب الدكتور “علي شريعتي” .
أما القسم الثاني والأخير والمعنون بـ ” العودة إلى أي ذات ” يجب الباحث على كتابه الأول محدداً الذات التي يجب العودة إليها وهي الإسلام بثقافته وفكره ومعتقداته وأسلوب حياته، وهو يرى أن العودة إلى الذات الإسلامية لا تكون إلا عبر قطع الفرد لمراحل ثلاثة وهي:
المرحلة الأولى وتتعلق بالفرد… وهي مرحلة بناء الذات الثورية، ويعني “تربية الذات ثوريا كأصالة محددة ومعينة ومنح التكامل لجوهر الوجود.
أما المرحلة الثانية: فتتمثل في تصحيح مفاهيم الدين في المجتمع .
أما المرحلة الثالثة، فهي مرحلة العمل على قيام إسلام عالمي لا تكونه قومية أو نعرات مذهبية بأن يكون الإسلام الرسالي هو الجنسية والوطن.
الطرق على أبواب السماء
من شأن أحدث التطورات في علم الفيزياء أن تحثَّنا على أن نراجع فهمنا للعالم مراجعةً جذرية: بنْيته، وتطوره، والقوى الأساسية التي تحركه. وهذا الكتاب يقدِّم نظرة شاملة وسهلة الاستيعاب لهذه التطورات.
تستكشف ليزا راندل دور كلٍّ من المخاطرة والإبداع والشك والجمال والحقيقة في التفكير العلمي؛ وذلك عبر محاورات مثيرة مع شخصيات بارزة في مجالات أخرى (على غرار الطاهي ديفيد تشانج، ونيت سيلفر المهتم بوضع التوقعات، وكاتب السيناريو سكوت دريكسون)، وتفسِّر بأسلوب رشيق وجَلِي أحدث الأفكار في علم الفيزياء وعلم الكَونيات. كما تصف لنا طبيعة وأهداف أكبر ماكينة صُنعَت على الإطلاق: مصادم الهادرونات الكبير — معجل الجسيمات الهائل الحجم القابع أسفل الحدود المشتركة بين فرنسا وسويسرا — كما تستعرض الفِكَر الحديثة الخاصة بعلم الكَونيات والتجارِب الحالية المتعلقة بالمادة المظلمة.
إن هذا الكتاب، الذي يعده الكثيرون أكثر الكتب العلمية الصادرة في السنوات الأخيرة شمولًا وإثارة، يبرز أكبر الأسئلة العلمية التي نواجهها، ويوضح كيف أن الإجابة عن هذه الأسئلة يمكن أن تخبرنا في نهاية المطاف بالكثير عن أنفسنا وعن نشأتنا.
حيونة الإنسان
إن عالم القمع المنظم، منه والعشوائي، الذي يعيشه إنسان هذا العصر هو عالمٌ لا يصلح للإنسان ولا لنموّ إنسانيته، بل هو عالم يعمل على "حيونة" الإنسان (أي تحويله إلى حيوان). حول هذا الموضوع يأتي هذا الكتاب، ومن هنا كان عنوانه "حيونة الإنسان". ويقول الكاتب بأن الاشتقاق الأفضل للكلمة هو "تحوين الإنسان"، إلا أنه خشي ألا تكون الكلمة مفهومة بسهولة.
يتناول الكاتب موضوعه هذا بأسلوب يشبه أسلوب الباحث، إنما بعقلية الأديب ومزاجه وأسلوبه، وليس بعقلية الباحث ومنهجيته، فالكاتب لم يكن بصدد طرح نظرية أو تأييد أخرى، كما أنه ليس بصدد نقض نظرية أو تفنيدها، لهذا على القارئ أن يسوغ له عدم إيراده الدقيق لمرجعيات الاستشهادات التي أوردها في نصه هذا. وعلى كل حال، وبالعودة إلى الموضوع المطروح، فإن تصورنا للإنسان الذي يجب أن تكونه أمر ليس مستحيل التحقيق، حتى وهو صادر عن تصور أدبي أو فني، ولكن هذا التصور يجعلنا، حين نرى واقعنا الذي نعيشه، نتلمس حجم خسائرنا في مسيرتنا الإنسانية، وهي خسائر متراكمة ومستمرة طالما أن عالم القمع والإذلال والاستقلال قائم ومستمر، وستنتهي بنا إلى أن نصبح مخلوقات من نوع آخر كان اسمه "الإنسان"، أو كان يطمح إلى أن يكون إنساناً، ومن دون أن يعني هذان بالضرورة، تغيراً في شكله. إن التغير الأكثر خطورة هو الذي يجرى في بنيته الداخلية العقلية والنفسية. ويقول الكاتب بأنه إذا كان الفلاسفة والمتصوفون والفنانون والمصلحون يسعون، كلٌّ على طريقته، إلى السمو بالإنسان نحو الكمال الذي خسره، أو اليوتوبيا (أو المدينة الفاضلة) التي يرسمونها، أو يتخيلونها له، فهو، الكاتب، يحاول في كتابه هذا عرض عملية انحطاط وتقزيم وتشويه تعرض لها هذا الإنسان.
المزيد →التفكير فلسفيا : مدخل
يطرح الكتاب قضايا فلسفية تتعلق بالوجود والجمال والمعرفة والأخلاق والسياسة و تساؤلات حول الأخلاق وفيما إذا كانت مجرد شعور ذاتي أو انفعالي، علاقة القوة بالسلطة والمجتمع ...
المزيد →الاستشراق
يعتبر الاستشراق، انطلاقاً من أواخر القرن الثامن عشر، مؤسسة مشتركة للتعامل مع الشرق وحكمه، إنه أسلوب غربي للسيطرة على الشرق، وإذا لم نكتنه الاستشراق بوصفه إنشاء فلن يكون في وسعنا أن نفهم الفرع المنظم تنظيماً عالياً الذي استطاعت الثقافة الغربية عن طريقه أن تتدبر وتنتج الشرق سياسياً، وعسكرياً، وعلمياً… إضافة الى الحدود المعوقة التي فرضها الاستشراق على الفكر والفعل.
يأتي الكتاب في هذا الإطار وفيه يتناول إدوارد سعيد موضوع الاستشراق وخلفياته وكيف استطاعت الثقافة الغربية من خلاله ان تتدبر الشرق وحتى أن تنتجه سياسياً واجتماعياً وعسكرياً وعقائدياً وعلمياً وتخيلياً. ومن جهة أخرى يتحدث إدوارد سعيد في كتابه هذا عن الاستشراق الذي احتل مركز السيادة بحيث فرض قيوده على الفكر الشرقي وحتى على من يكتبون عن الشرق. وغاية حديثه هذا هو الوصول الى كيفية حدوث كل ذلك ليكشف عنه وليظهر أن الثقافة الغربية اكتسبت المزيد من القوة والهوية بوضع نفسها موضع التضاد مع الشرق باعتباره ذاتاً بديلة.
المزيد →بوذية الزن والتحليل النفسي
…أمّا اهتمام علم النفس الغربي ببوذية الزن فإنّه يسبق هذا الكتاب، الذي يُعدّ أبرز دراسة للعلاقة بين بوذية الزن والتحليل النفسي. فقد سبق للمحلل النفسي السويسري ك.غ. يونغ أن وضع مقدّمة لكتاب سوزوكي ” توطئة لبوذية الزن” سنة 9491. كما أنّ الطبيب النفسي الفرنسي “بنوا” Benoit قد قدّم كتاباً في بوذيّة الزن عنوانه “المذهب الأسمى” صدر في أمريكا سنة 5591. وكانت المحلّلة النفسية الشهيرة كارين هورني، المعروفة بتصحيحها الكثير من أخطاء فرويد، شديدة الاهتمام ببوذية الزن في السنوات الأخيرة من حياتها. وهذا الكتاب الذي بين أيدينا الآن إنّما هو جزء من حصيلة مؤتمر علمي حول “بوذيّة الزن والتحليل النفسي”، قد جرى انعقاده تحت رعاية “قسم التحليل النفسي” في كليّة الطب في “جامعة مكسيكو الوطنية المستقلة”، في الأسبوع الأول من آب 7591، في كويرناباكا، في المكسيك، كما يشير إلى ذلك فروم في كلمته الافتتاحية لهذا الكتاب.
ومهما كانت الفائدة التي يجنيها الزن من التحليل النفسي، فإنني من وجهة نظر المحلل النفسي الغربي أعبّر عن إقراري بالفضل لموهبة الشرق الكريمة، وخصوصاً للدكتور سوزوكي، الذي أفلح في التعبير عنها بتلك الطريقة التي لا يفتقد أي شيء من ماهيتها لدى محاولة ترجمة الفكر الشرقي إلى فكر غربي، حتى إذا أراد الغربي أن يتجشّم العناء أمكن له الوصول إلى فهم الزن، بمقدار ما يمكن الوصول إليه قبل بلوغ الغاية. فكيف يكون مثل هذا الفهم ممكناً إذا لم يكن بسبب أن طبيعة البوذا موجودة فينا جميعاً، وأنّ الإنسان والوجود مقولتان شاملتان، وأنّ الفهم المباشر للواقع، واليقظة، والتنوّر تجارب شاملة.