لو كان آدم سعيداً
سيوران رسول العدم , غنوصي ذو صفاء , متصوف دنيوي , عدمي , اللاشيء عنده هو كلّ شيء . يرى أن الإنسان الخاوي هو حكيم الأزمنة الحديثة . حطم المعنّى من اجل خوض تجربة اللامعنّى . إنّه رجلُ ضدّ الفلاسفة . رجلُ فضل الشذرات على الكتابات الخطابية المتماسكة . فالكتابة عنده لا تأتي عبر منظومة فكرية بل ضمن انقطاعية الكتابة المقطعية استجابة لتشظي الكائن .
الشّاعر عند سيوران هو وحشٌ يبحث عن خلاصه في الكلمات ( أو على حد تعبير قبّاني : و خلاصنا في الرسم بالكلمات ) , هو ذاك الرّجل الّذي يملأ خواء الكون برمز الخواء تحديداً أي الكلمة . أمّا الموسيقى عنده فهي ليست من جوهر إنساني لأنّها لا تبعث أبداً على تصور الجحيم . إنّها الفنّ الوحيد الّذي يضفي معنّى على كلمة المطلق . إنّها المطلق معيشاً لكن عبر وهم كبير , لأنّه يتلاشى مع عودة الصّمت . الشّعر و الموسيقى عند سيوران غيبوبتان متساميتان .
عن سؤال : كيف تتحمل الحياة؟ أجاب سيوران بضرورة الكذب من أجل الوجود . و الفنّ كذب , الشّعر كذب , الموسيقى كذب . يكتب سيوران ليتفادى نوبة , يكتب لأنّ في التعبير راحة , يكتب رغم أن الكتابة انتحارٌ مؤجل .
موضوعات سيوران الأثيرة تدور حول : الشّرّ , الخلاص , العدم , اللامعنّى , التاريخ , الانحطاط , الخواء , الخيبة …
المزيد →أصل الأخلاق وفصلها
يحتوى كتاب "أصل الأخلاق وفصلها" على باقة من المقالات التى بث فيها "فريدريك نيتشة" زبدة أفكاره فى موضوع الأخلاق ، وقيمها ، وأصلها..
ويجيب "نيتشة" عن كم من الأسئلة التى تدور فى ذهنه حول الأخلاق ، والخير والشر ، مثل: لماذا عمد الإنسان إلى اختراع مقياسى الخير والشر بغية استعمالهما فى حياته؟ وما هى قيمة هذين المقياسين بحد ذاتهما؟ هل أديا حتى الآن إلى عرقلة تطور البشرية أم إلى تعزيز تطورها؟ هل هما عارض من عوارض البؤس والفقر الروحى والانحطاط؟ أم أنهما ينمان بالعكس عن الغبطة والقوة والغرم على العيش والشجاعة والثقة بالمستقبل وبالحياة؟
صانع الساعات الاعمى
ماهو البسيط وماهو المركب؟ وما هو الحدث المعجزة وما هو الحدث المحتمل ؟ وماهو الانتخاب الطبيعي والانتخاب الجنسي والانتخاب النوعي ؟ كيف كانت بداية الحياة ؟ هل بدات بحساء أولي من مواد عضوية أو بالمعدنيات غير العضوية ؟ وهل ذيل الطاووس والهدهد مجرد اداة تجميل أم أن له دورا اساسيا في الحياة وتطورها ؟
هذه بعض من الاسئله التي يحاول ريتشارد دوكنز الاجابة عنها في كتابة هذا عن الدارونية الجديدة ، وذلك بأسلوب شيق يجمع بين حججه المتزنه وبصفته واحدا من كبار علماء البيولوجيا ، وحميته المشبوهة كمدافع متحمس لنظرية يؤمن بأنها النظرية العلمية الوحيدة التي تفسر روعة وتركيب الكائنات الحية ، والتي ترتب هذة الكائنات فيفي شجرة واحدة وحيدة للحياة .
وهو يتناول هذا كلة في سلاسة مع ضرب كثير من الامثلة المثيرة التي يدلل بها علي ما تبهرنا بة الكائنات الحية لما فيها من مظاهر تصميم للتركيب والتعقد تماثل مافي الساعات والماكينات المعقدة مثلاما يقوم صانع الساعات بتركيبها ، ولاكن الانتخاب الطبيعي صانع ساعات اعمي لأنه بلا رؤية للمستقبل وبلا هدف.
المزيد →جنون الفلاسفة
يبحث كتاب "جنون الفلاسفة" حياة ثمانية فلاسفة عظام هم: "جان جاك روسو" الذي تبدو نظرته حول الثقافة والنظام الاجتماعي على خلاف غريب جدًا مع حياته الفاضحة الخاصة. "شوبنهاورو نيتشة" من عمالقة القرن التاسع عشر اللذين تزداد كلماتهما أهمية في أيامنا هذه، إضافة إلى خمسة من فلاسفة القرن العشرين والذن كان لهم تأثير كبير وهم: "بيرتراند راسل، لودفيغوتغنشتاين، مارتين هيدجر، جان بول سارتر، ميشال فوكو". إن كلاًّ من هؤلاء العظام يُظهر أن حياة العقل لا تقود بالضرورة إلى حياة عقلانية، ولذلك كتب مؤلف هذا الكتاب: "إننا لسنا بصدد تقييم أخلاقي للتصرفات، وجل اهتمامنا هو عرض لحماقات الحكماء، كي لا تقدس ذكراهم بشكل محرج".
المزيد →ديناميكية اللعب في الحضارات والثقافات الإنسانية
يقف هذا الكتاب من الناحية الفكرية موقفًا علميًا وفلسفيًا ختصًا يتمثل في افتراض أن اللعب هو أساس الحضارة وأنه الأقدم عهدًا والأعمق أصلاً من الحضارة ذاتها، على امتداد فصول الكتاب أعمل المؤلف عديدًا من مناهج وأدوات البحث والتحليل تتراوح بين التحليل الأنثروبولوجي والتحليل الاجتماعي والثقافي والتاريخي موظفًا هذه المناهج والأدوات في تحليل الموضوع.
كما أكد الباحث منذ بداية الكتاب إىل نهايته أن عامل اللعب كان حاضرًا وفعالاً على الدوام خلال مسيرة الحضارة والثقافة، وأنه علة ظهور الكثير من الأشكال والقوالب الرئيسية في الحياة الاجتماعية إذ أن روح التنافس الكامنة في اللعب كحافز اجتماعي هي أقدم من الحضارة والثاقافة معًا.
ويرى المؤلف أن الحضارة لم تخرج من رحم اللعب كما يخرج الطفل من رحم أمه، بل إن الحضارة برزت أثناء اللعب وباللعب ولا تزال، ويذهب المؤلف إلى أن الطقوس الشعائرية الدينية التي قد شبت في أحضان اللعب الديني وأن الشعر والموسيقى والحكمة والفلسفة والعلوم جاءت وليدة المنافسات والألعاب الدينية القديمة.
مدخل إلى الميتافيزيقيا
إنّ ما هو عديم الجدوى أو النفع يظل مع ذلك ذا قوة، ربما هي القوة الوحيدة الحقيقية. إن ما ليس له صدى مباشر في مسيرة الحياة اليومية يمكن أن يرتبط بشكلٍ وثيقٍ بعملية التطور التاريخي العميق للأمة، بل يمكن له حتى أن يتوقع خطوات هذا التطور. إن ما هو في غير أوانه أو سابقاً له سوف يكون له زمانه الخاص به. هذه هي بالضبط حقيقة الفلسفة. بناءً على ذلك، ليس هنالك من طريقة نحدد من خلالها ما هي مهمة الفلسفة بالضبط؟ وعليه لا نستطيع أن نحدد ما يجب أن نتوقعه منها. ففي كل مرحلة من مراحلها، وفي كل خطوة من خطوات تطورها تحمل معها قانونها الخاص. إن كل ما يمكن أن يقال بصدد الفلسفة هو: ما الشيء الذي لا تستطيع أن تكونه أو الشيء الذي لاتستطيع أن تنجزه. فكل التساؤلات الفلسفية الأساسية والأصيلة، هي في الحقيقة، تساؤلات في غير أوانها، وذلك يرجع إما لأن الفلسفة بطبيعتها دائماً تسبق زمانها، وإما لأنها تربط الحاضر بماضيه كما كان شأنها دوماً. إن الفلسفة تبقى على الدوام نوعاً من المعرفة ليس لأنها لا تتكيف مع العصر الراهن فقط ولكن أيضاً، وعلى العكس، لأنها تفرض مقاييسها على عصرها.
المزيد →فلسفة الإرادة، الإنسان الخطاء
"الإنسان الخطاء" من كتب فلسفة الإرادة التى كتبها "بول ريكور" ، وعمدت فلسفة الإرادة عند ريكور إلى تحليل الألم والهوى، والهدف من هذه الفلسفة مقاربة مسألة الشر عن طريق تأويل رموز أولية كالخطيئة والدنس والذنب.
وفى كتاب "الإنسان الخطاء" يتساءل "ريكور" عن معنى أن يكون الإنسان خطاء ، ويقول: "إن إمكانية الشر منقوشة فى تكوين الإنسان" ، أما عن ماهية هذا الشر ، فإن ريكور يصفه فى بعده العملى ، فالشر هو هذا الذى نصارعه ، وهو هذا الموجود الذى ما كان يجب أن يوجد ، والصراع مع الشر لن يكون إلغاء له ، بل تطويعه للخدمة فى التخفيف من آثاره السلبية على مطلب السعادة الإنسانية.
المزيد →ثقافة حرة .. طبيعة الإبداع ومستقبله
يبدأ ليسِغ من إشكالية بسيطة تقول بأن ثورة المعلوماتية والاتصالات تكون خواءً إن لم تقدّم للناس معلومات متطوّرة ومتقدمة ومتعمّقة، بمعنى أن تكون شبكة الإنترنت ناقلاً فعلياً لمعرفة الإنسانية تواكب إيقاع العِلم في الأزمنة المعاصرة. وفي المقابل، يشرح ليسِغ أن القوانين الحاضرة عن المُلكية الفكرية، تمنع هذا الأمر، بل تحصر معارف الإنترنت ضمن أطر ضيّقة، وتقصر معظمها على معلومات متقادمة لا تنفع في التقدّم، إضافة إلى أنها تمنع التفاعل الجدّي النافع بين الأجيال الشابة والمعلوماتية، ما يشكّل عائقاً أساسياً أمام الابتكار. وقد يُدهش كثيرون لمعرفة أن قوانين الملكية الفكرية أدّت إلى وضع الإعلام العام برمته، في أيدي قلّة من الشركات الكبرى. سواء أكان ما يتصل بالتلفزيون أو الصحافة أو الراديو. هل تصنع الإنترنت واقعاً مغايراً على الفضاء الإفتراضي للإعلام الرقمي؟. يحتكم ليسِغ إلى العقل والبداهة السليمة ليناقش مسألة انتشار المعرفة والحق في الوصول إلى المعلومات في القرن 21. والأرجح أن كتابه يمثّل رأياً تفتقده المكتبة العربية، وفي المجمل فإن الكتاب من أبرز مؤلّفات ليسغ. ويتميّز ببحثه العميق، وهو أستاذ أكاديمي متخصص في القانون. ويترأس البروفيسور لورنس لسيغ - المولود في ولاية داكوتا الجنوبية عام 1961- مركز الأخلاق في مؤسسة إدموند سافار في جامعة هارفرد، بالإضافة إلى عمله أستاذاً للقانون في الجامعة نفسها، وبين عامي 1997 و 2000 شغل لسيغ منصب أستاذ للحقوق في كلية القانون في جامعة ستانفورد، حيث أسس "مركز الإنترنت والمجتمع"، كما أسس حركة "المبدعون العامون" التي ترأسها بين عامي 2001 و2007. وقبل انخراطه في العمل الأكاديمي، عمل لدى قضاة في المحكمة الفيدرالية العليا في الولايات المتحدة، واشتهر لسيغ بتعمقه في دراسة العلاقة بين القانون والتكنولوجيا، وخصوصاً المعلوماتية والإنترنت، كما اضطلع بدراسة أثر قوانين الملكية الفكرية على تلك العلاقة.. حاز لسيغ جوائز عدة، مثل "جائزة الحرية لحركة البرمجيات الحرة والوصول المفتوح"، كما سمي بوصفه واحداً من "خمسين رؤيوياً" في الولايات المتحدة، ويحوز عضوية في "المجمع الفلسفي الأمريكي".
المزيد →الفلسفة و مراّة الطبيعة
إنه لحدثٌ يشدّ الانتباه أن يظهر كتابٌ مهمّته المركزية، هي الاستجابة لما ينشده الإنسان العادي من الفيلسوف، أي توفير بيان قويّ وواضح عن نتائج المواجهات المتشابكة في النقاش المهني، من غير تضحيةٍ بشروط البرهان الدقيق والتفصيلي... سيعمر هذا الكتاب طويلاً قبل أن يظهر كتاب أفضل منه، فبالإضافة إلى أناقة الأسلوب، والتوزيع السهل الفعّال للبحث التاريخي، هناك القدرة على التمييز بطريقة مثيرة بين الخيوط المركزية والمسائل الجانبية في النقاش الحديث.
المزيد →الدين والسياسة والأخلاق
يهدف هذا الكتاب إلى تلمس العلاقة الإشكالية الثرية بين الدِّين والسياسة والأخلاق من منظور فلسفي بالوقوف على محاور أربعة رئيسية هي: موضوع الشرعية في مقوماته السياسية والمجتمعية، مسألة القيم في متعلقاتها الأخلاقية الفردية والعمومية المشتركة، نظرية الاعتقاد من حيث إمكانات القول الفلسفي في الإيمان الديني، الدِّين في علاقته بالحداثة السياسية والاجتماعية الراهنة. في الكتاب محاولات فلسفية لقراءة النص الكلامي والأصولي، وفيه استعراض لجوانب هامة من الفكر الفلسفي المعاصر لم تنل الاهتمام المستحق في الكتابات العربية مثل أدبيات حنة أرنت وليو شتراوس وكارل شميت، تندرج بكاملها في إشكالية العلاقة الثلاثية بين الدِّين والسياسة والأخلاق التي هي الإشكالية الراهنة المتجددة للفكر العربي
المزيد →العائلة المقدسة.. أو نقد النقد النقدي
عندما عاد إنجلز إلى ألمانيا عام 1844 وأثناء مروره بباريس التقى بماركس مرة أخرى. يشار إلى أن إنجلز لم ينقطع عن مراسله ماركس الذي غدا هو الآخر اشتراكياً أيضا نتيجة احتكاكه بالاشتراكيين الفرنسيين. وهناك قام الصديقان معاً بتأليف كتاب "العائلة المقدسة أو انتقاد النقد". وفي هذا الكتاب حاول الكاتبان أن يضعا أسس الاشتراكية المادية الثورية. أما تسمية "العائلة المقدسة" فهي تسمية هزلية للفيلسوفين باور الذين كانا ينظران الى البورليتاريا على إنها جماعة مجردة من كل تفكير انتقادي.
المزيد →فن الوجود
يقترح إريك فروم في كتابه "فن الوجود"، لأجل أن يجعل الإنسان لوجوده معنى، أن يعلّم نفسه التركيز والتأمل، ويحاول إجابة نفسه عن مجموعة من الأسئلة، مثل: على من أعتمد؟ ما هي مخاوفي الكبرى؟ ماذا كان مقدرا لي عندما خُلقت؟ ماذا كانت أهدافي وكيف تغيرت؟ ماذا كانت العقبات في طريقي عندما اتخذت طريقا خاطئة؟ ما هي الجهود التي بذلتها لأصحح الخطأ وأعود إلى الطريق السليمة؟ من أنا الآن؟ من سأكون إذا اتخذت دائما القرارات الصائبة وتجنب الأخطاء المصيرية؟ من هو الشخص الذي كنت أريد أن أكونه في الماضي والحاضر والمستقبل؟ ما هي الصورة التي رسمتها لنفسي؟ ما هي الصورة التي أرغب أن يراها الآخرون عني؟ أين هي التناقضات بين الصورتين؟ ما هي التناقضات بين الصورتين وبين ما أشعر أنه الحقيقة؟ من هو الشخص الذي سأكونه اذا استمررت في العيش كما أفعل الآن؟ ما هي الظروف المسؤولة عن التطور الذي تعرضت له؟ ما هي البدائل أمامي لتطور اهتمامي؟ ماذا يجب أن أفعل؟
معنى الحياة وهدفها مرتبطان بالحاجات الإنسانية التي نسعى لتحقيقها. ولكن الأكثر صعوبة هو كيف نميز بين الأصيل وبين الزائف في هذه الاحتياجات والمعاني. ويمكن، على سبيل المثال، ملاحظة القدر الهائل من المنتجات غالية الثمن، وهي في الحقيقة عديمة القيمة، والعكس صحيح أيضا؛ يمكن ملاحظة مجموعة كبيرة من المتطلبات والاحتياجات الفكرية والمادية، ولكنها مهملة ولا يُلتفت إليها.. تكاد مسألة الوجود تكون هي التمييز بين الأصيل وبين المزيف!
يعتقد فروم أن إحدى عقبات الوجود هي التفاهة، وأسوأ التفاهات هي الحديث التافه، لأنها برأيه تشكل الإنسان على نحو ضحل وضعيف، يتعلق بظاهر الأمور فحسب، وليس بأسبابها أو بما يتضمنه جوهرها. وهو يستشهد بمقولة بوذا: "لن أشارك في حديث عن الأشياء السخيفة؛ الأكل والشرب والملبس والسكن والعطور والأقارب والأجداد والقرى والمدن والنساء والرجال...". في المقابل، فإن الكلام في المعرفة والتواضع والفضيلة والحكمة، يساعد على الحياد وتصفية الذهن.. وتحمل الحياة القاسية.
المزيد →