مسؤولية المثقف
من هنا أقف بينكم يا طلابي كمعلم متألم، إذ نهضت من أعماق آلام التاريخ وتجاربه، ومن صميم أهلي، وأنا آمل أن يصل المثقف إلى إيمان جديد، وأن تصل الجماهير إلى وعي مترقي، لأن الجماهير في حاجة إلى الوعي، وأما المثقف عندنا فهو في حاجة إلى الإيمان.
المزيد →دين ضد الدين
عندما تتكلم عن علي شريعتي، لا بد أن تتكلم عن الإسلام- الأيديولوجيا- بما يعنيه هذا المصطلح، من ثورة وفكر وحضارة وحاكمية، من هنا طرح شريعتي مفهومه الموحَّد والموحِّد هذا، من خلال ثلاث طرق:
1- فهم الإسلام فهماً متكاملاً، وعدم الاقتصار على فهم الأمور التي تتعلق بحياة الفرد فقط، بل فهم الاقتصاد والسياسة والمجتمع والتاريخ ومتطلبات العصر، من منطلق الإسلام ذاته، لأنه عقيدة متكاملة، لكل زمان ومكان.
2- أن يطهر الفكر الإسلامي من عناصر الجمود والركود، سواءاً التي لصقت به عبر عصور التخلف، أو التي أدخلها الاستعمار.
3- أن يصبح الإسلام ثقافة الجماهير، كل الجماهير، وأن يخرج من احتكار بعض المتاجرين بالدين.
المزيد →النباهة والاستحمار
يقدم الكتاب خطابات ألقاها الدكتور "علي شريعتي" في قاعة "حسينية الإرشاد" بطهران سجلت على أشرطة، ثم نقلت كتابة على الورق، بدون تغيير أو تطويل أو تقصير أو تقديم أو تأخير، فجمعت دفتي كتاب سمي النباهة الاستحمار.ـ
وفي هذا الكتاب يقول الدكتور علي شريعتي: إنه لمن سوء الحظ أن لا ندرك ما يراد بنا، فيصرفوننا عما ينبغي أن نفكر فيه من مصير مجتمعنا أو أفكر فيه أنا من مصيري كإنسان، إلى أن نفكر في أشياء نحسبها راقية جداً وعظيمة ومشرِّفة، فيصيبون الهدف دون أن نشعر! ومن أجل هذا قلت في مكان آخر: "إذا لم تكن حاضر الذهن في "الموقف" فكن أينما أردت، المهم أنك لم تحضر الموقف، فكن أينما شئت: واقفاً للصلاة أم جالساً للخمرة، كلاهما واحد".ـ
إن المستعمرين لا يدعونك لما تستاء منه دائماً، فيثيرون انزجارك فتنفر منهم الى المكان الذي ينبغي أن تصير اليه! بل يختارون دعوتك حسب حاجتهم، فيدعونك احياناً الى ما تعتقده أمراً طيباً نم أجل القضاء على حق كبير، حق مجتمع أو إنسان، وأحياناً تدعى لتنشغل في حق آخر، فيقضون هم على حق آخر هو أولى.ـ
عندما يشب حريق في بيتك، ويدعوك أحدهم للصلاة والتضرع الى الله، ينبغي عليك ان تعلم أنها دعوة خائن، فكيف الى عمل آخر؟
فالأهتمام بغير إطفاء الحريق، والإنصراف عنه الى عمل آخر، ما هو الا استحمار، وإن كان عملاً مقدساً أو غير مقدس.
المزيد →العودة إلى الذات
ما في طيات هذا الكتاب هو ترجمة لبحث الدكتور علي شريعتي ” العودة إلى الذات ” .
وهو عبارة عن محاضرة ألقاها المؤلف في جامعة جنديسابور. وفيها لخص شريعتي فلسفته في الحياة.
فإذا أردنا أن نقدم عنواناً جامعاً، لفكر شريعتي فلن يزيد عن هذه الكلمات الثلاث “العودة إلى الذات”…
والعودة إلى الذات هي الحل الذي يقدمه شريعتي بالنسبة للمسلم على كافة المستويات:
المستوى الفردي، ومستوى الأمة والمستوى العالمي.
فهي التي تخلص المسلم من “التقولب” و”الاستقطاب” والاتجاهات المحددة سلفاً…
هذا هو مضمون القسم الأول من كتاب الدكتور “علي شريعتي” .
أما القسم الثاني والأخير والمعنون بـ ” العودة إلى أي ذات ” يجب الباحث على كتابه الأول محدداً الذات التي يجب العودة إليها وهي الإسلام بثقافته وفكره ومعتقداته وأسلوب حياته، وهو يرى أن العودة إلى الذات الإسلامية لا تكون إلا عبر قطع الفرد لمراحل ثلاثة وهي:
المرحلة الأولى وتتعلق بالفرد… وهي مرحلة بناء الذات الثورية، ويعني “تربية الذات ثوريا كأصالة محددة ومعينة ومنح التكامل لجوهر الوجود.
أما المرحلة الثانية: فتتمثل في تصحيح مفاهيم الدين في المجتمع .
أما المرحلة الثالثة، فهي مرحلة العمل على قيام إسلام عالمي لا تكونه قومية أو نعرات مذهبية بأن يكون الإسلام الرسالي هو الجنسية والوطن.